للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخضراء ولا أقلَّت الغبراء مِنْ ذي لهجةٍ أصدق مِنْ أبي ذر» (١).

قال: (وفي «خاص الخاص» للثعالبي الخ).

أقول: ومن هو الثعالبي حتى يقبل قوله بغير سند؟

قال: (وقد جعل أبو هريرة الأكل من المروءة، فقد سئل: ما المروءة؟ قال: تقوى الله وإصلاح الصنيعة والغداء والعشاء بالأفنية).

أقول: ليس في هذا جعل الأكل نفسه من المروءة، وإنما فيه أن من المروءة أن يكون الأكل بالأفنية، يريد بموضع بارز ليدعو صاحبُ الطعام مَن مرَّ ويشاركه من حضر، لا يغلق بابه ويأكل وحده.

قال: (وقد أضربنا عن أخبار كثيرة لأن في بعضها ما يزيد في إيلام الحشوية الذين يعيشون بغير عقول) (٢).

أقول: أما عقول الملحدين الذي يعيشون بلا دين، ومقلِّديهم المغرورين، فنعوذ بالله منها.

ثم قال: (حديث: زُر غِبًّا تزدد حبًّا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة الخ).

[ص ١٠٨] أقول: هذا حديث مذكور في الموضوعات، رُوي عن عليّ وعائشة وابن عباس بطرق كلّها تالفة (٣).


(١) بهذا اللفظ أخرجه الترمذي (٣٨٠٢)، وابن حبان (٧١٣٢)، والحاكم: (٣/ ٣٤٢) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. وله شاهد من حديث ابن عَمرو، أخرجه أحمد (٦٦٣٠)، والترمذي (٣٨٠١)، والحاكم: (٣/ ٣٤٢) وغيرهم. قال الترمذي: حديث حسن.
(٢) غيَّر أبو ريَّة هذه العبارة في الطبعات اللاحقة (ص ١٧٢ ــ ط السادسة) إلى: «في إيلام بعض الناس».
(٣) ذكره الشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص ٢٦٠) ونقل قول الصغاني: إنه موضوع، وقال البزار بعد أن أخرجه (١٦/ ١٩١): «ليس في «زُر غبًّا ... » حديث صحيح». وانظر «المقاصد الحسنة» (ص ٢٣٢ ــ ٢٣٣)، و «العلل المتناهية»: (٢/ ٧٣٩ ــ ٧٤٣).