للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ} ويجوز أن يكون {ذلِكَ} إشارة مبهمة أوضحها بقوله: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} كقوله: {وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ} الآية (١).

{شَطْأَهُ} فراخه {فَآزَرَهُ} من المؤازرة وهي المعاونة {فَاسْتَغْلَظَ} فصار من الدقة إلى الغلظ، وقرئ: "فأزره" (٢) {فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ} فاستقام على قضبه. وقيل: في الإنجيل:

سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

ومن التكلف قول من زعم أن قوله: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} أبو بكر {فَآزَرَهُ} عمر {فَاسْتَغْلَظَ} عثمان {عَلى سُوقِهِ} علي. {يُعْجِبُ الزُّرّاعَ} إلى آخرها: بقية الصحابة {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ} لأنهم إذا سمعوا هذه الصفات والثناء على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من المؤمنين شق ذلك عليهم وغاظهم (٣). {مِنْهُمْ} من الجنس لا التبعيض؛ لأن المؤمنين كلهم قد آمنوا وعملوا الصالحات فكلهم موعود بالمغفرة والأجر العظيم.

***


(١) سورة الحجر، الآية (٦٦).
(٢) في الأصل بفراخه، وهو خطأ ولعله سبق قلم، والمثبت كما في الكشاف، وبقية مراجع القراءة، وقرأ جمهور القراء "فآزره" بالمد، وقرأ ابن ذكوان وأبو حيوة وحميد بن قيس "فأزره" بالقصر.
تنظر القراءات في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ١٠٣)، تفسير القرطبي (١٦/ ٢٩٥)، الحجة لابن خالويه (ص: ٣٣٠)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٦٧٤)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ١٦٧)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٠٥)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٣٤٨)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٧٥).
(٣) روى القزويني في التدوين في أخبار قزوين (٢/ ٤٦٢) عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ عمر بن الخطاب رُحَماءُ بَيْنَهُمْ عثمان بن عفان تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً علي بن أبي طالب يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً طلحة والزبير سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ أبو عبيدة بن الجراح كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ أبو بكر فَاسْتَغْلَظَ بعمر فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّاعَ يعني عثمان لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ علي بن أبي طالب.

<<  <  ج: ص:  >  >>