للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{بِأَكْوابٍ} أواني بلا عرى. والإبريق: ما له عروة. {لا يُصَدَّعُونَ عَنْها} أي: بسببها، وحقيقته: لا يفرّقون عنها، ولا يصدر صداع عنها. {يَتَخَيَّرُونَ} يأخذون خيره وأفضله.

و {يَشْتَهُونَ} {يَشْتَهُونَ} يتمنون، وقرئ {وَحُورٌ} بالرفع (١) على: فيها حور، أو للعطف على {وِلْدانٌ}. {جَزاءً} أي: يفعل بهم ذلك جزاء. {سَلاماً سَلاماً} إما بدل من {قِيلاً} بدليل قوله: {لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاّ سَلاماً} (٢). السدر: شجر النبق، والمخضود: الذي لا شوك فيه. وقيل: المراد: الموقر الذي تنثني أغصانه من كثرة حمله،

{وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦) عُرُباً أَتْراباً (٣٧)}

والطلح: شجر الموز، وقيل: هو شجرة أم غيلان (٣) وهي في الآخرة طيبة الريح. وقيل:

هو شجر يشبه أم غيلان، ولكن له ثمر أحلى من العسل، وقرأ علي {وَطَلْحٍ} وقال: "ما لي وللطلح" (٤).


= وقال البزار: لا نعلمه يرويه عن النبي إلا سمرة ولا رواه عنه إلا أبو رجاء العطاردي. وقال الطبراني في معجمه الأوسط ولا رواه عن أبي رجاء إلا عباد بن منصور. وقال البخاري: عيسى بن شعيب بصري صدوق. وأما حديث أنس فرواه البزار في مسنده ثنا الفضل بن سهل ثنا الحجاج ابن نصير ثنا مبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطفال المشركين خدم أهل الجنة". وسكت عنه وهذا مناقض لقوله: لا نعلمه يرويه عن النبي إلا سمرة. وله طريق آخر؛ رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ثنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان الرقاشي قال: قلنا لأنس بن مالك: يا أبا حمزة ما تقول في أطفال المشركين؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يكن لهم سيئات فيعذبوا بها ولم يكن لهم حسنات فيكونوا بها من أهل الجنة هم خدم أهل الجنة". وبهذا السند رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة الربيع بن صبيح عن الطبراني بسنده إلى الربيع ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس.
(١) هذه قراءة جمهور القراء، وقرأ حمزة والكسائي "وحور عين" بالجر. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٢٠٦)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٢٥٧)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٢٢).
(٢) سورة مريم، الآية (٦٢).
(٣) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (٤/ ٣٨): "طلح بالفتح ثم السكون والحاء مهملة وهو شجر أم غيلان له شوك معوج وهو من أعظم العضاه شوكا وأصلبه عودا وأجوده صمغا".
وفي لسان العرب (غيل): أم غيلان: شجر السمر.
(٤) تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٢٠١)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>