للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ (٥) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨)}

{ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا} كانوا يظاهرون في الجاهلية؛ فلما جاء الإسلام تركوا ذلك، ثم عادوا بعد ذلك فظاهروا. وإذا ظاهر من امرأته لم يحل له وطؤها حتى يكفر؛ لقوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسّا} والمعنى: أن تدارك هذا القول بالكفارة وإحسان الصحبة بعد ذلك، والمماسة: الجماع، وما يقرب منه من الاستمتاع، والظهار أن يشبه امرأته بأمه، أو بعضو من أعضائها، أو بأخته، أو غيرها من المحارم، أو يشبهها بعضو من أعضاء الأم غير الظهر، إلا أن أبا حنيفة يقول: إن شبهها بعضو يسمى به الجسد كله؛ كالرأس والرقبة، وعنده أيضا: إذا لم يكفر المظاهر فللمرأة مطالبته بالتكفير لتحل، وعند الشافعي: إذا امتنع لا ترافعه المرأة ولا تستحق عليه الوطء (١). {وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ} التي لا يجوز تعديها. {وَلِلْكافِرِينَ} (٢٩٣ /أ) الذي لم يقوموا بما يوجبه الظهار {عَذابٌ أَلِيمٌ} {يُحَادُّونَ} يعادون {كُبِتُوا} أخزوا. {كَما كُبِتَ} من عادى الرسل قبلهم. قيل: أراد كبتهم يوم الخندق. {وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ} تدل على صحة الرسول وصحة ما جاء به {وَلِلْكافِرِينَ} بهذه الآيات {عَذابٌ مُهِينٌ}

{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ} منصوب ب‍ "الكافرين" أو ب‍ "مهين" أو بإضمار اذكر؛ تعظيما لليوم {جَمِيعاً} مجتمعين؛ أي: كلهم، والمراد: اجتماعهم في مكان واحد في ذلك الوقت.

{فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا} تخجيلا لهم وتوبيخا، يتمنون عنده المسارعة إلى النار لما يلحقهم من الخزي على رؤوس الأشهاد {أَحْصاهُ اللهُ} أحاط به عددا. {وَنَسُوهُ} أنهم تهاونوا به.

{ما يَكُونُ} أي: ما يوجد، وهي كان التامة، والنجوى تأنيثها غير حقيقي، وهي


(١) ينظر: بداية المبتدي للمرغيناني (٨٢، ١/ ٨١)، المبسوط للسرخسي (٦/ ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>