للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٦) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتّى يَنْفَضُّوا وَلِلّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (٧) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٩) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصّالِحِينَ (١٠) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١١)}

فلما بان كذب عبد الله قيل له: قد نزلت فيك آي شداد، فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك؛ فلوّى رأسه ثم قال: أمرتموني أن أؤمن فآمنت، وأمرتموني أن أزكي مالي فزكيت، وما بقي إلا أن أسجد لمحمد. فنزلت {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا} الآيات، ولم يلبث إلا أياما قلائل حتى اشتكى ومات (١). {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} لأنهم كفار فلا تقبل عبادتهم؛ لأن الله تعالى لا يتقبلها منهم. {وَلِلّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} وهو يرزق من يشاء ما يشاء. {عَنْ ذِكْرِ اللهِ} قيل: الصلوات الخمس (٢). وقيل: عن ذكر الله بالتسبيح والتقديس. وقيل: القرآن. وقيل: الجهاد في سبيل الله (٣).

{ما رَزَقْناكُمْ} للتبعيض.

***


(١) نسبه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ١٧٤) لعبد بن حميد وابن المنذر من طريق الحكم عن عكرمة.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٢٨/ ١١٧)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ١٨٠) لعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك.
(٣) ذكر هذه الأقوال الزمخشري في الكشاف (٤/ ٥٤٤) ونسب القول الأخير للكلبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>