للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إن ناسا أرادوا الهجرة فثبطهم أزواجهم وأولادهم وقالوا: تهاجرون وتضيعوننا؟ فرقوا لهم ووقفوا؛ فلما هاجروا بعد ذلك ورأوا الذين سبقوهم (٣٠٣ /ب) قد تفقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوهم؛ فزين الله لهم العفو.

وقيل: كان عوف بن مالك الأشجعي ذا أهل وولد فإذا أراد أن يغزو تعلقوا به وبكوا فهم بأذاهم؛ فنزلت (١).

{فِتْنَةٌ} بلاء ومحنة؛ لأنهم يوقعون في الإثم ألا ترى أن قوله: {وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} وفي الحديث:" يؤتى برجل يوم القيامة فيقال: أكل عياله حسناته " (٢).

وعن بعض السلف: العيال سوس الطاعات. وقيل: إذا جاء وقت الجهاد والهجرة فلا يثبطكم الأولاد والأزواج عنه. {مَا اسْتَطَعْتُمْ} حقيقته أن {مَا} مصدرية، وإن سبكت وصارت مصدرا أضمرنا قبل المصدر ظرفا أو حالا.

{إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ} تلطف في استدعاء الصدقة بجعلها قرضا {يُضاعِفْهُ لَكُمْ} بالزيادة إلى ما يشاء. {شَكُورٌ} يفعل ما يفعله المبالغ في الشكر من إجزال العطاء.

{حَلِيمٌ} لا يعاجل بالعقوبة.

***


(١) رواه الطبري في تفسيره (٢٨/ ١٢٥)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٨/ ١٨١).
(٢) ذكره الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار في الكشاف (٤/ ٤٢) وقال: غريب مرفوعا، وهو في الحلية لأبي نعيم من قول سفيان الثوري رواه في ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>