للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (٣٧) فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨) وَما لا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢)}

الضمير في: "يا ليتها" للموتة؛ كأنه قال: يا ليت الموتة التي متها في الدنيا لا حياة بعدها {كانَتِ الْقاضِيَةَ} لقاطعة للعمر. {صَلُّوهُ} أي: أدخلوه في النار؛ يقال: شاة مصلية: إذا حفرت حفيرة وأوقد فيها النار الكثيرة، ثم أدخلت الشاة السميط فيها وأطبق عليها. سلكه في السلسلة؛ أي: أدخله فيها.

وقوله (٣١١ /ب) {ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً} لا يريد السبعين؛ بل يريد الكثرة؛ كقوله: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} (١) ولما قدم المعمول من قوله: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ} دل على أنه أراد: لا تسلكوه إلا في هذه؛ وعلة ذلك {إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ} يدفع عنه.

والغسلين: ما يسيل من أبدان أهل النار وجراحاتهم وصديدهم، غسلين من غسل.

{الْخاطِؤُنَ} الآثمون، وخطئ الرجل: إذا تعمد الذنب، وأخطأ فعله غير متعمد.

قوله: {بِما تُبْصِرُونَ} {وَما لا تُبْصِرُونَ} قسم بالأشياء كلها؛ لأنها لا تخرج عن قسمين؛ مبصرة وغير مبصرة. وقيل: الدنيا والآخرة. وقيل: الأجسام والأرواح. وقيل: الخلق والخالق.

وقيل: النعم الظاهرة والباطنة. إن هذا القرآن {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} أي يقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند الله تعالى. {وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ} كما تدعون والقلة في معنى العدم؛ أي:

لا تذكرون قليلا ولا كثيرا. {تَنْزِيلٌ} هو تنزيل عليه {مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ}. وقيل: {حاجِزِينَ} في وصف {أَحَدٍ} لأنه في معنى العموم، ومنه قوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (٢) ينطلق على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. {وَإِنَّهُ} الضمير للقرآن. ومعنى {لَحَقُّ الْيَقِينِ} محض الحق. {فَسَبِّحْ} الله بذكر اسمه {الْعَظِيمِ} من إيحائه إليك.


(١) سورة التوبة، الآية (٨٠).
(٢) سورة البقرة، الآية (٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>