للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحسن: لا أدري أهم ثمانية أملاك أم صفوف؟ وقيل: بعضهم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، لك الحمد على حلمك بعد علمك، وآخرون يقولون:

سبحانك اللهم وبحمدك، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك. ويجوز أن يكون الثمانية صفوفا لا يعلم عددها إلا الله (١). ويجوز أن يكون ذلك العدد من الروح وباقيهم من الملائكة. {وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ} (٢)

العرض: عبارة عن المحاسبة؛ شبه ذلك تشبيها بعرض السلطان الجند، ليتعرف أحوالهم {خافِيَةٌ} كانت قد خفيت في الدنيا؛ لأن الله أراد سترها، أو كانت مما يجوز أن يخفى؛ لشدة حقارتها، أو حال كانت تستر في الدنيا بستر الله عليكم. هاء: لفظ يصوت به فيفهم منه خذ، أو حدث؛ فعمل فيه {اِقْرَؤُا} لأنه أقرب العاملين، وأصله: هاؤم كتابي اقرءوا كتابي؛ كقوله: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} (٣) ولو أعمل الأول لكان التقدير: آتوني قطرا أفرغه عليه.

والهاء في {مالِيَهْ} و {سُلْطانِيَهْ} هاء السكت، وحقها أن تسقط في الوصل، وتثبت في الوقف.

والظن: ما يحصل من العلم.

{راضِيَةٍ} منسوبة إلى الرضا؛ كالدارع والنابل، والنسبة تارة تكون بالحرف، وتارة تكون بالصيغة، أو جعل الفعل لها مجازا ولصاحبها حقيقة.

{عالِيَةٍ} في المكان أو في المعنى. {قُطُوفُها دانِيَةٌ} ينالها القاعد والقائم، يقال لهم:

{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً} أي: هنئتم هنيئا على المصدر بما قدمتم من الأعمال الصالحة.

{فِي الْأَيّامِ الْخالِيَةِ} الماضية من أيام الدنيا. وقيل: في أيام الصيام؛ لخلو الجوف فيه.

{وَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (٢٩) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (٣٢) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلاّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لا يَأْكُلُهُ}


(١) ذكره الزمخشري هكذا في الكشاف (٤/ ٦٠٢)، ورواه الطبري في تفسيره (٢٩/ ٥٨) عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن عكرمة.
(٢) سورة المدثر، الآية (٣١).
(٣) سورة الكهف، الآية (٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>