للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: النار؛ سميت به لتلظيها واتقادها، وهي مؤنثة. و {نَزّاعَةً} خبر ثان، وقرئ: "نزاعة" (١) نصب على الحال. والشوى: الأطراف، أو جمع شواء؛ وهي جلدة الرأس فتنتزعها نزعا فتبتكها (٢) ثم تعاد. وقيل: تناديهم تقول: إلي يا كافر يا منافق.

وقيل: تدعو المنافقين والكافرين بلسان فصيح ثم تلتقطهم التقاط الطير الحب، فجوز أن يخلق الله فيها كلاما كما يخلقه في جلودهم وأرجلهم وأيديهم.

ويجوز أن يكون دعاء الزبانية. وقيل: تدعو: تهلك؛ من قول العرب: دعاك الله؛ أي:

أهلكك؛ قال [من الوافر]:

دعاك الله من رجل بأفعى (٣) ...

{مَنْ أَدْبَرَ} عن الحق {وَتَوَلّى} عنه {وَجَمَعَ} المال فجعله في وعاء؛ فكثره ولم يؤد الزكاة والحقوق الواجبة فيه، ويتشاغل به عن الدين، وزهى باقتنائه وتكبر.

{إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (٢٢)}

أريد ب‍ {الْإِنْسانَ} الناس، فلذلك استثنى منه {الْمُصَلِّينَ}. والهلع: سرعة الجزع عند مس المكروه، وسرعة المنع عند مس الخير؛ من قولهم: ناقة هلوع: سريعة السير. وعن أحمد بن يحيى (٤) قال لي محمد بن عبد الله بن طاهر (٥): ما الهلع؟ فقلت: قد فسره الله ولا يكون


(١) قرأ بها حفص وأبو حيوة والزعفراني واليزيدي وابن مقسم، وقرأ الباقون بالرفع. تنظر في: الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٣٧٧)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٥٠)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٦١٠).
(٢) البتك: قطع الشيء من أصله، بتكه يبتكه ويبتكه بتكا أي: قطعه، وبتكه فانبتك وتبتك، والبتكة: القطعة منه والجمع بتك. ينظر: لسان العرب (بتك).
(٣) هذا صدر بيت وعجزه:
ضئيل تنفث السم الزعافا ينظر في: الكشاف للزمخشري (٤/ ٦١١)، لسان العرب (دعا) وفيه الشطر الثاني:
إذا نام العيون سرت عليكا
(٤) هو أحمد بن يحيى بن زهير التستري الحافظ الحجة العلامة الزاهد أبو جعفر أحد الأعلام حدث عنه ابن حبان والطبراني. مات سنة عشر وثلاثمائة. تنظر ترجمته في: طبقات الحفاظ للذهبي (١/ ٣٢١).
(٥) هو محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسن بن مصعب أبو العباس الخزاعي كان شيخا فاضلا وأديبا شاعرا وهو أمير ابن أمير ابن أمير ولي إمارة بغداد في أيام المتوكل، وكان مألفا لأهل العلم والأدب. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. ينظر: تاريخ بغداد (٥/ ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>