للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجوز أن يراد: فلا يخاف أن يبخس ولا أن يرهق. {الْقاسِطُونَ} الكافرون الجائرون عن طريق الحق. (وألو استقموا) "أن" مخففة من الثقيلة وهي داخلة في صلة ما أوحي إلى الجن. وأوحي إلي أن الشأن والطريق لو استقام أبو الجن على ما كان عليه من العبادة في السماء ولم يستنكف عن السجود لآدم لمطروا وأخصبوا.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حيث كان الماء كان المال، وحيث كان المال كانت الفتنة" (١).فذلك معنى قوله: {لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً} فسقيهم الماء الغدق فتنة ولذلك قال - سبحانه -: {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} فجعل بسط الرزق وكثرة الماء سببا للفتنة.

{عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ} عن عبادته أو موعظته أو وحيه. {يَسْلُكْهُ} ندخله {عَذاباً} والأصل:

نسلكه في عذاب، تعدى إلى مفعولين إما بحذف حرف الجر وإما على تعديه كما يعدى بالهمزة. الصعد: مصدر من صعد صعودا وصعودا. والصعود: بفتح الصاد: ما يصعد به، وبضمها: المصدر. {وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ} من جملة ما أوحي، أو بحذف حرف الجر، أي:

ولأن المساجد لله فلا تجعل فيها إلا الذكر والعبادة؛ لأنه بيت الله فينبغي أن يجرد للذكر والتوحيد ولذلك قال: {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}

وقيل: المراد: المسجد الحرام؛ لأنه قبلة المساجد. قيل: كان اليهود والنصارى إذا دخلوا بيعهم وكنائسهم أشركوا بالله، فأمرنا إذا دخلنا أن نخلص الدعوة لله. وقيل:

المساجد: الأعضاء السبعة المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أسجد على سبعة آراب" (٢).

وهي الجبهة والركبتان والقدمان واليدان. وقيل: هو جمع مسجد وهو السجود.

{وَأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (٢٠) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (٢١)}


(١) رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٩/ ١١٥)، وأبو بكر القرشي في كتاب إصلاح المال (١/ ٣٠) رقم (٤٠).
(٢) رواه البخاري رقم (٨١٢)، ومسلم رقم (٤٩٠)، وأحمد (١/ ٢٢١)، وأبو داود رقم (٨٨٩)، والترمذي رقم (٢٧٣)، والنسائي (٢/ ٢٠٨)، وابن ماجه رقم (٨٨٤)، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>