{بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً} ذكروا أنها أربعة أنواع. والحق أنها اثنان؛ لأن المنفق سرّا إما في ليل أو نهار، والمنفق جهرا كذلك والمنفق ليلا إما سرّا أو جهرا، والمنفق نهارا كذلك {لا يَقُومُونَ} من قبورهم إلا كقيام {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ}{ذلِكَ} سبب قولهم:
{إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا}. فإن قيل: قياسه: إنما الربا مثل البيع.
قيل: ما أشبه شيئا فقد أشبهه ذلك الشيء. ومنه قول مريم:{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى}[آل عمران: ٣٦] وقوله: {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ}[الأحزاب: ٣٢] وقوله: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ}[النحل: ١٧] وقولهم: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا} قياس في معرض النص، فكان باطلا.
لما حرم الله الربا قال قوم: لا ننشئ ربا، لكنا نستخرج بقية ما استحققناه بمعاملة الربا فنزلت {وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا}(١) وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} بعد قوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} بعث لهممهم، وقد تقدم نظيره. {بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} يعني: مخالفة. ويقال:
إنه يقوم يوم القيامة كالمتهيئ للحرب. {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ} أي: وجد فالواجب نظره.
وقيل: فنظرة إلى ميسرة أولى.
(١) رواه الطبري في تفسيره (٣/ ١٠٧)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ١٠٧).