للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} أي: جزاؤه {أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} حبسهم العذر والفاقة عن الضرب في الأرض والسعي في المكاسب. {لا يَسْئَلُونَ النّاسَ إِلْحافاً} أي: لا سؤال فلا إلحاف كقوله [من الطويل]:

على لا حب لا يهتدى بمناره ... (١) ...

وكقوله [من السريع]:

ولا ترى الضبّ بها ينجحر (٢) ...

أي: لا منار فلا هداية، ولا ضب فلا انجحار. وقوله: {ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ} [يوسف: ٤٠] أي: لا وجود لها، فلا نزول، والأكثر خلاف هذا. ألحف في المسألة إذا أطالها وكررها.

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧٥) يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفّارٍ أَثِيمٍ (٢٧٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (٢٧٩)}

{وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ}


(١) هذا صدر بيت لامرئ القيس، وعجزه:
إذا سافه العود الدّيافىّ جرجرا ينظر في: أساس البلاغة للزمخشري (سوف)، تاج العروس للزبيدي (ديف، سوف)، تهذيب اللغة للأزهري (٥/ ٧٠)، ديوان امرئ القيس (ص: ٦٦)، الكشاف للزمخشري (١/ ٣١٨)، لسان العرب (ديف - سوف)، مقاييس اللغة لابن فارس (٢/ ٣١٨) أي: لا منار ولا اهتداء.
(٢) هذا عجز بيت لابن أحمر، وصدره:
لا تفزع الأرنب أهوالها ... ينظر في: الإيضاح في علوم البلاغة (١/ ١٧٦)، تاج العروس (فلت)، روح المعاني للألوسي (٤/ ٨٨)، الفائق للزمخشري (١/ ١٣)، الكشاف للزمخشري (١/ ٤٢٦) والمعنى: لا تخيف الأرنب أهوال تلك الصحراء، أي: لا هول فيها حتى يفزعه، ولا ترى الضب فيها يدخل جحره، أي: لا ضب ولا انجحار.

<<  <  ج: ص:  >  >>