للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيه (١)، يعني: أنهم كادوا البيت أولا ببناء كنيستهم "القليس"، وأرادوا أن ينسخوا حاله بصرف الحج إلى كنيستهم، فرد الله كيدهم وأهلكهم، وأرادوا ثانيا أن يهدموا الكعبة.

{وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (٥)}

{أَبابِيلَ} جماعات متفرقة الواحدة: إبالة، ومنه المثل: إنها لضغث على إبالة (٢).

و {سِجِّيلٍ} علم الديوان أعمال الكفار، كأنه قال: بحجارة من جملة العذاب الذي قدر وقوعه. والعذاب يوصف بالإرسال؛ {فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً} (٣) وأرسل عليهم طيرا أبابيل. {مَأْكُولٍ} (٣٤٨ /ب) أكلته الدود، أو تبن أكلته الدواب وراثته ولكنه جاء على ما عليه آداب القرآن؛ كقوله: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ} (٤).

***


(١) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٧٩٩) وقال: أي: ضيعه.
(٢) ينظر في: القاموس المحيط (ضغث)، لسان العرب (أبل) ومعنى المثل: أي بلية على أخرى كانت قبلها. والضغث: ملء اليد من الحشيش المختلط. وقيل: الحزمة منه وما أشبهه من البقول، والإبالة: البلية. وهو مثل يضرب للأمر يتبع الأمر. ينظر اللسان: (ضغث - أبل).
(٣) سورة الأحزاب، الآية (٩).
(٤) سورة المائدة، الآية (٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>