للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالبصري يقول: أخبرانا فقالا: إنا لقينا. والكوفي لا يحتاج إلى ذلك (١). فمن فتح أن فالتقدير: فنادته بأن الله (٢). والمحراب: صدر المجلس. وقيل: المجلس الحسن {يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ} [سبأ: ١٣].

{مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} قيل: بعيسى. وقيل: بالتوراة والإنجيل {وَحَصُوراً} منع نفسه من إتيان النساء. وقيل: كانت به عنّة (٣). والأول أصح؛ لأن العنّة مرض لا يثاب من بلي بها على ترك الزنى، ولا يمدح بها، وإنما يمدح على مجاهدته نفسه فيما يستطيعه.

{قالَ رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (٤٠) قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاّ تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلاّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٤١) وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (٤٢) يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ (٤٣) ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤) إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصّالِحِينَ (٤٦) قالَتْ رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (٤٨) وَرَسُولاً إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٤٩)}


(١) ينظر تفصيل ذلك في: الدر المصون للسمين الحلبي (٢/ ٨٢)، الكشاف للزمخشري (١/ ٣٥٩)، مغني اللبيب لابن هشام (٢/ ٥٩).
(٢) قرأ ابن عامر وحمزة ونافع «إن الله يبشرك»، وقرأ الباقون «أن الله يبشرك». تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٢/ ٤٤٦)، الدر المصون للسمين الحلبي (٢/ ٨٢)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٠٥)، الكشاف للزمخشري (١/ ٣٥٩)، المحتسب لابن جني (١/ ١٦١).
(٣) العنين: الذي لا يأتي النساء ولا يريدهن، والاسم منه العنة وهو: الاعتراض والحبس، كأنه اعترضه ما يحبسه عن النساء، وامرأة عنينة كذلك: لا تريد الرجال، ولا تشتهيهم. ينظر: لسان العرب: (عنن).

<<  <  ج: ص:  >  >>