{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً} وضعفه من جهة أنه لا يقدر على إلزامك بما وسوس به إليك، فقبول وسوسته من سوء نظر الناظر، لا من قوة فعل الشيطان.
كان الإسلام في ابتدائه قليل الناصرين فنهي المؤمنون عن القتال؛ لقلتهم، ولما كثر المؤمنون وأمروا بالقتال كرهه بعضهم، فنزلت هذه {إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ}(١) أي: كخشيتهم الله.
وقوله:{أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} لابد من تأويله؛ لأن أفعل التفضيل إن أضيفت، وخفضت ما بعدها، كان الموصوف بأفعل جزءا مما أضيفت إليه، وإن نصب ما بعدها، لم يكن الأول جزءا من الثاني، فإذا قلت: هذه النخلة أطيب من هذه رطبا جاز؛ لأن لها رطبا. ولو قلت: هذه النخلة أطيب رطب، لم يجز؛ لأنه يقتضي أن تكون النخلة رطبا وإذا قلت: زيد
(١) رواه الطبري في تفسيره (٥/ ١٧٠)، والواحدي في أسباب النزول (ص: ١٧٠) رقم (٣٣٨) وفي سنده الكلبي وهو ضعيف.