للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَوْمُ يَنْفَعُ} قرئ بنصب يوم ورفعه (١) وإن أضيف الظرف إلى الفعل المضارع، جاز إعرابه وبناؤه، ومثله: {ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ} بالرفع والنصب (٢).

قال قتادة: متكلمان تكلما يوم القيامة وصدقا، لكن كان أحدهما كذابا في الدنيا، فلم ينفعه صدقه في الآخرة، وهو إبليس، حيث قال: {إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ} إلى آخر الآية (٣) والآخر كان صادقا في الدنيا، فنفعه صدقه في الآخرة، وهو عيسى عليه السّلام قال الله: {هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} (٤). أتى في بعض الألفاظ بما يدل على ملكه - سبحانه - السماوات والأرض، قوله: {لِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} وفي بعضها ما يدل على ملكه لما فيهما: {وَلِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} (٥). وجاء في هذه الآية بالأمرين معا فقال: {لِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ}.

***


(١) قرأ نافع من العشرة "هذا يوم"، وقرأ باقي العشرة "هذا يوم". تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٦٣)، حجة ابن خالويه (ص: ١٣٦)، حجة أبي زرعة (ص: ٢٤٣)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٥٠)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٥٦).
(٢) سورة الانفطار، الآية (١٩) وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب "يوم"، وقرأ الباقون "يوم".
تنظر في: البحر المحيط (٨/ ٤٣٧)، تفسير القرطبي (١٩/ ٢٤٩)، الحجة لابن خالويه (ص: ٣٦٥)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٧٥٣)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤٨٩)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٦٧٤)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٩٩).
(٣) سورة إبراهيم، الآية (٢٢) والكوفيون يجيزون بناء الظرف إذا أضيف إلى جملة فعلية، والبصريون لا يجيزون بناءه إلا إذا صدّرت الجملة المضاف إليها بفعل ماض. وتنظر المسألة في: الدر المصون للسمين الحلبي (٢/ ٦٥٩)، همع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٧٢).
(٤) نسبه السيوطي في الدر المنثور (٣/ ٢٤٢) لعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ عن قتادة.
(٥) سورة النساء، الآية (١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>