للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستوي المسلم والكافر. {وَأَنْذِرْ بِهِ} أي: بالقرآن.

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٤٩) قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ (٥٠) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ (٥٢) وَكَذلِكَ فَتَنّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ (٥٣) وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٤) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (٥٥) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (٥٦) قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (٥٧)}

وقوله: {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ} حال من ضمير «يحشرون».

{لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} متعلق ب‍ «أنذر» وكان الفقراء من المؤمنين أكثر مجالسة للنبي صلّى الله عليه وسلم من الأغنياء، فقال الأغنياء: لو أفردت لنا مجلسا نسألك عما في أنفسنا ولا يكون للفقراء في مجلسنا نصيب، فنزلت {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ} (١) {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} أي ذاته (٢). {ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} فتطردهم. وقوله: {فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ} متعلق بقوله: {وَلا تَطْرُدِ}.


(١) رواه مسلم رقم (٢٤١٣)، وابن ماجه في سننه رقم (٤١٢٨)، وابن جرير في تفسيره (٧/ ١٢٨)، والواحدي في أسباب النزول (ص: ٢٢٠، ٢١٩) رقم (٤٣١ - ٤٣٤).
(٢) هذه من آيات الصفات التي يذهب المصنف - رحمه الله - إلى تأويلها وصرفها عن ظاهرها، ولعله - يرحمه الله - يريد التنزيه وعدم التشبيه، وقد سبق غير مرة أن نبهنا إلى مذهب السلف الصالح من أهل السنة والجماعة في مثل هذه الآيات التي تخبر عن صفات الله - تعالى - وهو الإثبات لكل ما أخبر الله - تعالى - عن نفسه، وما صح من حديث النبي صلّى الله عليه وسلم في ذلك من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تكييف ولا تعطيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>