للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٧١) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٢) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣) وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٧٤) وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥)}

روي أنه لما نزل {عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} قال النبي صلّى الله عليه وسلم: «أعوذ بوجهك» ولما نزل {مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: «أعوذ بوجهك» ولما قال: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} أي: فرقا {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} بالحرب، قال: النبي صلّى الله عليه وسلم: «هذه أهون» (١) {لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} أي: يفهمون.

{مُسْتَقَرٌّ} استقرارا، أو: موضع قرار، أو: زمن قرار. {حَتّى يَخُوضُوا} لأن يخوضوا، «ما» في {وَإِمّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ} زائدة. الضمير في {مِنْ حِسابِهِمْ} للذين يخوضون. لكن ذكرناهم ذكرى.

{اِتَّخَذُوا دِينَهُمْ} قيل: أعيادهم {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ} تؤخذ نظير كسبها، وإن تفد كل فدية لا يقبل منها.

والعدل: الفدية وما يعادل به المفدي. الحميم: الماء الحار. {ما لا يَنْفَعُنا} إن عبدناه.

{وَلا يَضُرُّنا} إن تركناه. {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ} كالذي تاه عن الطريق، وأصحابه الذين على الطريق ينادونه: {هَلُمَّ إِلَيْنا} [الأحزاب: ١٨] الطريق معنا، والجن ينادونه:

إلينا، فإن الطريق معنا. {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ} أي: أن نسلم. {قَوْلُهُ الْحَقُّ} مبتدأ وخبر، ولا يكون {قَوْلُهُ} اسم كان؛ إذ كان يجب نصب الحق، وكان يلزم حدوث قوله {وَلَهُ الْمُلْكُ} دائما، وإنما خص يوم النفخ في الصور بالملك؛ لأنه انقطعت فيه دعاوى المدعين؛ كقوله: {وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ} (٢) مع أن الأمر له دائما. {آزَرَ} اسم أبي إبراهيم.

ومثل ما أرينا إبراهيم الحق وبطلان عبادة الأصنام نريه {مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}


(١) رواه البخاري رقم (٧٣١٣، ٤٦٢٨)، والترمذي رقم (٣٠٦٥) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما.
(٢) سورة الانفطار، الآية (١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>