للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} احتج به من زعم أن الله بعث رسلا من الجن ولا حجة فيه؛ لأنه قد يقال عن الشيء إنه بعض الأشياء، وإن لم يكن من جميع تلك الأشياء. تقول: فلان من بلاد مصر، وإنه من واحدة منها. احتج القائلون بأن الله لم يبعث رسولا من الجن بقوله: {يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ} (١) {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاّ رِجالاً} (٢).

والجن ليسوا رجالا. وأجيبوا بقوله: {يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ} فسمّى الجن رجالا. وقيل:

المراد برسل منكم: رجل من الأنبياء إلى الجن؛ لقوله - تعالى - في قصة الجن: {فَلَمّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} إلى قوله: {يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ} الآيتين (٣).

{وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا} ببهجتها وزينتها. وقيل: غرتهم: أشبعتهم فبطروا. يقال: غر الطائر فرخه، إذا زقّه (٤) فأشبعه.

{ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ (١٣١) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ (١٣٢) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (١٣٣) إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (١٣٤) قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ (١٣٥) وَجَعَلُوا لِلّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (١٣٦) وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (١٣٧) وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلاّ مَنْ نَشاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣٨)}


(١) سورة الجن، الآية (٦).
(٢) سورة يوسف، الآية (١٠٩).
(٣) سورة الأحقاف، الآية (٣١).
(٤) زقه: أطعمه بفيه، وزق بسلحه يزق زقا وزقزق: حذف، وأكثر ذلك في الطائر.
ينظر: لسان العرب (زقق).

<<  <  ج: ص:  >  >>