للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (١٤٠) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (١٤١)}

أنث {خالِصَةٌ} حملا على المعنى؛ لأن ما في بطون الأنعام أنعام، ثم ذكر {وَمُحَرَّمٌ} حملا على لفظ ما، ونظيره {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتّى إِذا خَرَجُوا} قاله الزمخشري (١) وفيه نظر؛ لأن قوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} حمل فيه أولا على اللفظ، وثانيا على المعنى، وهو كثير في القرآن لا يحصى. وأما هاهنا فحمل على المعنى أولا ثم على اللفظ، وهو قليل وإنما فضلوا الذكر على الأنثى فجعلوا له ما ليس للأنثى؛ لأنهم يخدمون الآلهة، وهم سدنتها. وقيل: لتفضيل الذكر على الأنثى، وسمي الذكر ذكرا إما من الذكر الذي هو ضد النسيان؛ لأن به يذكر الأب، أو من الذكر بمعنى الشرف {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} (٢) {لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ} (٣).

{مَعْرُوشاتٍ} أي: مرفوعات، ومنه سمي السرير عريشا وعرشا.

في الحق الذي أمر بإيتائه أقوال:

أحدها: أنه الزكاة من العشر ونصف العشر، وهو الأشهر.

والثاني: أنه حق واجب غير الزكاة، وهو ترك ما تساقط من الثمار، وترك إلقاط الزرع لمن لقطه، وعلل بأن سورة الأنعام مكية، وإنما وجبت الزكاة بالمدينة.

وقيل: هذه الآية خاصة من سورة الأنعام مدنية.

والثالث: أنه مطلق على الاستحباب.

والرابع: كان واجبا قبل الزكاة، ثم نسخ بوجوب الزكاة (٤).


(١) ينظر: الكشاف للزمخشري (٢/ ٧١).
(٢) سورة الزخرف، الآية (٤٤).
(٣) سورة الأنبياء، الآية (١٠) وهذا كلام الماوردي في النكت والعيون (١/ ٥٦٩).
(٤) ذكر الماوردي في النكت والعيون (١/ ٥٧٠) الأقوال الأول والثاني والرابع، ونسب الأول -

<<  <  ج: ص:  >  >>