للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٨٣) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٨٤) وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨٥)}

أي: وأرسلنا {وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً} فقال: يا قوم اعبدوا الله. {آيَةً} نصب على الحال، والعامل فيه اسم الإشارة. {فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ} يريد أن الناقة ناقته، والأرض ملكه أفتمنعون ناقته أن ترعى في ملكه! {وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ} أسكنكم فيها ومكنكم من التصرف، وأصله من باء: إذا رجع، فجعل الأرض مباءة ترجعون إليها في حوائجكم ومنه {بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} (١) {بُيُوتاً} حال؛ لأنها صارت بالنحت بيوتا، وهو كقوله: بريت الأنبوبة قلما. {تَعْثَوْا} من عثي يعثي، وهو كقولك: لا ترضوا، من رضي يرضى. {الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ} عن الإيمان.

{لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ} بدل بعض من الكل بإعادة العامل وهو اللام؛ كقوله: {لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ} (٢) بخلاف قوله: {وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ} (٣) و {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ} (٤) فإنه لم يعد العامل فيهما. العاقر للناقة واحد، ونسب الفعل إلى الجماعة؛ لأنهم كانوا راضين به. {جاثِمِينَ} باركين على الركب.

{وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (٨٦) وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (٨٧) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا قالَ أَوَلَوْ كُنّا كارِهِينَ (٨٨)} {قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجّانَا اللهُ مِنْها وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلاّ}


(١) سورة يونس، الآية (٩٣).
(٢) سورة الزخرف، الآية (٣٣).
(٣) سورة آل عمران، الآية (٩٧).
(٤) سورة البقرة، الآية (٢١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>