للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستحق جوابا».

- وقال في سورة مريم عند قوله تعالى: {قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ} [مريم: ٤٧]: «سلام موادعة ومفارقة»، وقال بعض أصحاب الشافعي: «إن سلام المتاركة لا يجب جوابه على السامع».

- وعند قوله تعالى: {وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا} (٥٢) [مريم].

قال السخاوي: «وقال - سبحانه وتعالى - في حق فرعون: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} [يونس: ٩٢] أي: نلقيك على مكان مرتفع عن الماء، وكانت بنو إسرائيل قد قالوا بعد غرق فرعون: ما يموت فرعون أبدا؛ لما ثبت في قلوبهم من الرعب منه، فألقاه الموج على شاطئ البحر، وكان عليه درع من ذهب معروفة لا يلبسها إلا هو، فعرفوه وتحققوا موته، فقوله: {نُنَجِّيكَ} أي: نرفعك على مكان عال، وإلا ففرعون ما نجا».

- وقد ذكر السخاوي هذا الكلام في تفسير سورة يونس فقال: {نُنَجِّيكَ}: نلقيك على نجوة مكان مرتفع من الأرض؛ لأن بني إسرائيل قالوا: ما غرق فرعون؛ لما ثبت في قلوبهم من الرعب منه. فألقاه البحر على مكان مرتفع، وكان عليه درع من ذهب، فرآه بنو إسرائيل وعرفوه، وأيقنوا بموته».

- وفي سورة يونس عند قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ} [يونس: ٨١] قال السخاوي:

«يدل على أن السحر حق؛ لأنه وعد بإبطاله بسين الاستقبال ولو كان باطلا لاستحال إبطاله؛ لأنه تحصيل الحاصل. وقد سحر رسول الله صلّى الله عليه وسلم. ومذهب الشافعي أن من قتل بسحر يقتل غالبا - يجب عليه القصاص».

- وقال عند قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي الْعُقَدِ} (٤) [الفلق]: «النفاثات:

النساء السواحر، أو النفوس، أو الجماعات السواحر، وأنكر الحنفية تأثير السحر، وقالوا:

هو تخييل؛ لقوله - تعالى: {فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى} [طه: ٦٦]. واحتج الشافعي على تأثير السحر بقوله: {إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ} [يونس: ٨١] فجعل إبطاله مستقبلا، فدل على تحققه قبل الإبطال وبأن النبي صلّى الله عليه وسلم سحر، كما جاء في الحديث الصحيح».

- ومما تطابق فيه كلام السخاوي ما ذكره في سورة هود عند قوله - تعالى: {فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ} [هود: ٧١] حيث قال السخاوي - رحمه الله: «وفيه دليل على أن الذبيح إسحاق؛ لأن الذبيح هو المبشّر به؛ لقوله: {فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: ١٠٢] ولم تبشر إلا بإسحاق، ومن ذكر أنه إسماعيل قال: لو كان الذبيح إسحاق لما شك إبراهيم في أنه لا ينذبح؛ لأن الله قد بشّره بأن يولد من إسحاق ولد اسمه يعقوب، فكان يعلم أنه لا يموت حتى يرزق الولد».

<<  <  ج: ص:  >  >>