للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وفي سورة الصافات بعد تفسير الآيات التي تناولت قصة الذبيح (١) قال الشيخ علم الدين السخاوي - رحمه الله: «فإن قلت: من الذبيح؟ قلت: فيه قولان:

أحدهما: أنه إسماعيل وبه قال ابن عباس وابن عمر ومحمد بن كعب القرظي وجماعة من التابعين محتجين بأن الكبش والذبيح كانا بمكة، ولم ينقل أن إسحاق وصل إلى مكة، بل إسماعيل، وبنى هو وأبوه البيت.

والقول الثاني: أنه إسحاق وبه قال علي بن أبي طالب، وابن مسعود، والعباس وعطاء، وعكرمة، وأن المذبوح هو المبشر به؛ لقوله تعالى: {فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} [الصافات: ١٠٢].

وقد قال تعالى: {فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ} [هود: ٧١] وقد ثبت أن المذبوح هو المبشر به، ولأن الله - تعالى - ما ذكر نبيّا في هذه السورة إلا سلم عليه، أو بارك، وقد بارك على إسحاق بقوله: {وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ} (١١٣) [الصافات: ١١٣]، ولأن الله بشر إبراهيم بولد، وبأن ذلك الولد يعيش إلى أن يولد له ولد، فلو كان الذبيح إسماعيل لكان يقول: إن الله وعدني أن يعيش هذا حتى يرزق ولدا، ولم يرزق بعد ولدا، وأكثر العلماء على أن الذبيح إسحاق».

سادسا - يوجد تطابق في تسمية بعض السور في التفسير مع تسمية السخاوي لها في كتبه الأخرى؛ كما في تسمية سورة الشورى مع تسميته في جمال القراء وكمال الإقراء له (٢).

سابعا - جاء مخطوط تفسير السخاوي الذي اعتمدنا عليه في التحقيق في مجلدين، وكان من المفترض أن ينتهي المجلد الأول عند سورة الكهف - كما قد يفهم من كلام ياقوت الحموي ومن تبعه في ترجمته لعلم الدين السخاوي - وهذا لم يحدث؛ بل بدأ المجلد الثاني بسورة النمل إلى آخر سورة الناس، وقد حمل غلاف المجلد الثاني العنوان الآتي: «الجزء الثاني من تفسير القرآن العظيم للشيخ الإمام العالم العلامة فريد دهره ووحيد عصره علم الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي تغمده الله برحمته آمين».

- أمّا قول ياقوت الحموي إن السخاوي وصل في تفسيره إلى سورة الكهف فيمكن أن نفسره بما يلي:

لعل الحموي اعتمد في ذكر ما قال على ما وحد مكتوبا عند أول سورة الكهف على


(١) سورة الصافات، الآيات (١٠٠ - ١١٣).
(٢) ينظر: جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي (ص: ٢١٥) حيث سماها سورة حم (١) عسق، وكذا ورد اسمها في التفسير الذي بين أيدينا، وهذا للتمثيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>