للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طائعين، وتخرجوننا إذا كنا كارهين، ويصح الإكراه مع الكراهية والطواعية.

وقوله: {إِنْ عُدْنا} يريد به: إن صرنا. وكذلك {أَوْ لَتَعُودُنَّ} فإن من آمن معه لم يكونوا في ملتهم حتى يعودوا إليها، وكذلك قوله: {أَنْ نَعُودَ فِيها}.

{وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} أي: وسع علمه كل شيء. {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ} الحاكمين. {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً} كرره للنداء عليهم بوصف التكذيب.

{فَكَيْفَ آسى} فكيف أحزن؟ {وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ} إلا ابتلي أهلها بالبأساء ليظهر كيف صبرهم؟ ثم ابتلوا بالنعماء، فيظهر كيف شكرهم؟ المراد بالحسنة هاهنا: ما يحسن عندهم من صلاح الأحوال وسعة الأرزاق، والمراد بالسيئة ما يسوؤهم، كالأعلال والأمراض والغلاء وغير ذلك. {حَتّى عَفَوْا} حتى كثروا. قوله: {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} توكيد لمعنى بغتة، أي: أجهل أهل القرى فأمنوا أن يأتيهم بأسنا وهو نائمون غافلون، أو وهم ضاحكون لاعبون؟ ثم بين أن الأمن من مكره مطلقا لا يفعله إلا الخاسرون. أو لم بين لمن جاء بعدهم أنا لو شئنا أصبناهم بذنوبهم كما أصبنا أولئك فطبعنا على قلوبهم فلا يوفقون لصلاح أعمالهم.

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (٩٩) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (١٠٠) تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ (١٠١) وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ (١٠٢) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَظَلَمُوا بِها فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٠٣) وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٤) حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٠٥) قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ (١٠٦)}

{تِلْكَ} مبتدأ و {الْقُرى} صفة. و {نَقُصُّ} الخبر، ويجوز أن يكون {تِلْكَ} منصوبة بفعل مضمر من باب اشتغال الفعل عن المفعول بضميره، ويجوز أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>