{فَكَيْفَ آسى} فكيف أحزن؟ {وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ} إلا ابتلي أهلها بالبأساء ليظهر كيف صبرهم؟ ثم ابتلوا بالنعماء، فيظهر كيف شكرهم؟ المراد بالحسنة هاهنا: ما يحسن عندهم من صلاح الأحوال وسعة الأرزاق، والمراد بالسيئة ما يسوؤهم، كالأعلال والأمراض والغلاء وغير ذلك. {حَتّى عَفَوْا} حتى كثروا. قوله:{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} توكيد لمعنى بغتة، أي: أجهل أهل القرى فأمنوا أن يأتيهم بأسنا وهو نائمون غافلون، أو وهم ضاحكون لاعبون؟ ثم بين أن الأمن من مكره مطلقا لا يفعله إلا الخاسرون. أو لم بين لمن جاء بعدهم أنا لو شئنا أصبناهم بذنوبهم كما أصبنا أولئك فطبعنا على قلوبهم فلا يوفقون لصلاح أعمالهم.