للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين الأمرين. المراد بالفرقان هاهنا نور يقذفه الله في القلوب.

{لِيُثْبِتُوكَ} ليحبسوك. وقولهم: {اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ} دليل على مبالغتهم في التكذيب، وليس المراد تعليق إمطار السماء على كونه حقا، بل إبعاد ذلك؛ كقوله: والله لا أكلمك حتى يشيب الغراب وحتى يلج الجمل في سم الخياط.

وقوله: {وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} يعني به: لو كانوا مستغفرين لما عذبوا، وليس المراد باستغفارهم.

{وَما لَهُمْ أَلاّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٤) وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦) لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٣٧) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨) وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠)}

ثم قال: {وَما لَهُمْ أَلاّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ} أي: يعرضون أو يمنعون. المكاء:

الصفير، والتصدية: رفع الصوت، وكانوا إذا قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم القرآن جاءوا وصفقوا حوله وصفروا حتى يخلطوا عليه قراءته. وقيل: كانوا يجعلون ذلك في طوافهم عوضا عن الأذكار في طوافنا (١).

وقوله: {أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} إشارة إلى فاعل الخبيث؛ لدلالة الفعل على الفاعل.

{وَإِنْ يَعُودُوا} عذّبوا (٦٦ /ب). {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} بذلك. {حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي: لا توجد فتنة {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ} تقديره: وإن تولوا


(١) رواه الطبري في تفسيره (٩/ ٢٤١)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٦١) لعبد بن حميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>