للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن الطاعة ولم ينتهوا لم يضروكم شيئا.

{وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (٤٢) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤٣) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤٤) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥) وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصّابِرِينَ (٤٦)}

قوله - تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ} الآية، قسم الغنائم على ستة أنواع؛ فقال أبو العالية الرياحي (١) بظاهر الآية، وقال: تقسم الغنائم على ستة: سهم لله - تعالى - يقسم في مصالح الكعبة وعمارتها. وسهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يأخذه ويدخر منه قوت سنة ثم يصرف الباقي في الكراع (٢) والسلاح، ثم بعد وفاته صار هذا السهم لمصالح المسلمين، وسهم لذوي قرابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب دون بني عبد شمس وبني نوفل، فإن عبد مناف كان له أربعة أولاد: أحدهم هاشم، وهو جد النبي صلّى الله عليه وسلم. والثاني المطلب وهو أخو هاشم شقيقه. والثالث والرابع عبد شمس ونوفل (٣).


(١) هو رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي البصري المقرئ مولى امرأة من بني رياح، رأى أبا بكر وسمع من عمر - رضي الله عنهما - ثقة كثير الإرسال وله تفسير رواه عنه الربيع عن أنس. توفي سنة ٩٣ هـ‍ وقيل: سنة ٩٠. تنظر ترجمته في: طبقات المفسرين للداودي (١٧٣، ١/ ١٧٢)، معرفة القراء الكبار للذهبي (١/ ٤٩).
(٢) الكراع: اسم لجميع الخيل. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (٤/ ١٦٥).
(٣) رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال (١/ ٤٠٨) عن أبي العالية، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٦٧) وعزاه لابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>