للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (١٩) أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠) أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢١) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٣) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٤)}

{فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} أي: فإن لم يجيبوكم، استجاب وأجاب بمعنى واحد، قال الشاعر [من الطويل]:

وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب (١)

أي: فلم يجبه. {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها} أي: جزاء أعمالهم؛ كما جاء في الحديث:

"فأما الكافر فيطعم بجزاء ما عمل في الدنيا حتى يأتي إلى الآخرة وليس له حسنة" (٢).

{لا يُبْخَسُونَ} لا ينقصون. {وَحَبِطَ} أي: بطل.

{أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} أي: كمن ليس كذلك؛ لأن السياق يدل عليه؛ كقوله:

{أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} الآية (٣). {وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ} يعني: القرآن. {وَيَقُولُ الْأَشْهادُ} يعني: الملائكة. {يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} يعرضون أو يمنعون.


(١) البيت لكعب بن سعد الغنوي. ينظر في: الأصمعيات (ص: ٩٦)، تاج العروس (جوب)، جمهرة أشعار العرب (ص: ١٣٤)، خزانة الأدب للبغدادي (١٠/ ٤٣٦)، الدر المصون للسمين الحلبي (١/ ١٣٠)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٣٣٠)، لسان العرب (جوب) ويروى الشطر الثاني منه:
فلم يستجب عند النداء مجيب والندى: الغاية، وبعد ذهاب الصوت، والجود.
(٢) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٣/ ٥٨٥)، وعزاه لأبي الشيخ عن ميمون بن مهران.
(٣) سورة الزمر، الآية (٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>