للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحسنى للمتقين. {وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ} معطوف على قوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً}.

{ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ} قرئ بالرفع والنصب والجر، وقد ذكر في الأعراف (١).

{مُفْتَرُونَ} كاذبون على الله. {عَلَيْهِ} أي: على التبليغ، {إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي} {اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} (٨٢ /أ) ثم دوموا على التوبة. {يُرْسِلِ السَّماءَ} أي: المطر. {مِدْراراً} من الدر. {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً} في الأجساد والأموال. ولما كان المتولي قد يذهب عنك وهو مستمع لما تقول بعد ذهابه أخبر عن هؤلاء أنهم تولوا وقد ولوا هودا الدبر. قوله: {ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ} كذب منهم وجحود لأن يكون ما يأتي به آية، وصرحوا بالعصيان وأنهم لا يتركون آلهتهم عن قول هود. {إِنْ نَقُولُ} في شأنك {إِلاَّ} أن آلهتنا أصابتك بسوء وخبل في عقلك، لسبّك إياها، فصرح هود بأنه لا يعبأ بتلك الآلهة ولا بمن عبدها، كما قال نوح: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ} (٢) ثم علل كونه بأنه لا يعبأ بهم بقوله: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ} وأن التعليل والأخذ بالناصية كناية عن القدرة عليها.

{فَإِنْ تَوَلَّوْا} أصلها: تتولوا. وجواب الشرط محذوف، تقديره: لم يضرني توليتكم فقد قضيت ما عليّ {وَيَسْتَخْلِفُ} كلام مستأنف، وليس معطوفا على جواب الشرط، وكذلك: {وَلا تَضُرُّونَهُ} للإتيان بهما مرفوعين.

{وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (٥٨) وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ (٥٩) وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ (٦٠) وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (٦١)} {قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا}


(١) قرأ الكسائي وأبو جعفر بالجر "من إله غيره" على النعت أو البدل من "إله"، وقرأ باقي العشرة بالرفع "من إله غيره" على النعت أو البدل من موضع "إله"؛ لأن من مزيدة فيه، وقرأ عيسى بن عمر "غيره" بالنصب على الاستثناء. تنظر في: إتحاف فضلاء البشر للبنا (١/ ٢٥٧)، البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ٢٣٢)، الدر المصون للسمين الحلبي (٣/ ٢٨٧)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٨٤)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٢٧٥)، مفاتيح الغيب للرازي (١٨/ ١٠).
(٢) سورة يونس، الآية (٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>