للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٦٢) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (٦٣) وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ (٦٤) فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (٦٥) فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (٦٦) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (٦٨) وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (٦٩)}

{وَلَمّا جاءَ أَمْرُنا} عذابنا. مما أجراه - سبحانه - أنه إذا أراد إهلاك قوم أذن لنبيهم ومن معه من المؤمنين أن يخرجوا عنهم، فبذلك نجوا. والغليظ حقيقة في الأجسام مستعار في المعاني {وَعَصَوْا رُسُلَهُ} لأن من كذب نبيّا لكونه بشرا، فقد كذب سائر المرسلين، ومثله:

{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} (١)، {كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ} (٢) واستفتاح الجملتين بلفظة {أَلا} دليل على أنه أمر يهتم بالإصغاء إليه، والخوف من حلول مثله بمن عصا وقوله: {قَوْمِ هُودٍ} يحترز به عن عاد الثانية؛ كقوله: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى} (٣) وفي تسميتهم ثمود وجوه؛ قيل: مأخوذ من الثمد وهو الماء القليل. وقيل: هو اسم أبيهم وأمهم، فإن قلنا بالأول أو الآخر لم ينصرف، وإن قلنا بالثاني انصرف.

{هُوَ أَنْشَأَكُمْ} أنشأ أباكم. {وَاسْتَعْمَرَكُمْ} أطال أعماركم. وقيل: جعلكم عمارها، مأخوذ من العمرى، وهي أن يجعل الدار أو الفرس للمعمر مدة عمره، فإذا مات رجعت إلى المعمر أو إلى ورثته إن كان قد مات. {كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا} نرجو فيك التقدم والرياسة، فلما ادعيت النبوة أخلفت ما كنا نؤمله. وقيل: مرجو أي: مؤخر والتقدير: إنك لم تكن من ذوي الرياسة والرفعة بل أنت من آحاد الخلق {أَرَأَيْتُمْ} أخبروني (٨٢ /ب) {فَمَنْ يَنْصُرُنِي} فمن يمنعني؟


(١) سورة الشعراء، الآية (١٠٥).
(٢) سورة الشعراء، الآية (١٢٣).
(٣) سورة النجم، الآية (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>