للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{قارِعَةٌ} عقوبة تقرعهم، كالقتل يوم بدر.

{أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ} سرايا رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (٣٢) أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٣) لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٣٤) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النّارُ (٣٥) وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ (٣٦) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (٣٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ (٣٨)}

{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلم وتهديد للكفار المستهزئين، وأكثر ما يجيء الأخذ في القرآن للعقوبة {فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً} (١) {فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً} (٢) {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ} (٣) و {كانَ} تامة و {عِقابِ} فاعل، ويجوز أن تكون ناقصة دخلت على {فَكَيْفَ كانَ عِقابِ} و {عِقابِ} اسم كان، و {فَكَيْفَ} الخبر، وجب تقديمه لكونه استفهاما. {أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ} كمن ليس كذلك {قُلْ سَمُّوهُمْ} أي: عينوهم حتى يتبين أنهم لا يصلحون للإلهية. قرئ (وصدوا، وصدّوا، وصدوا) (٤) ومثله في غافر {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ} (٥) (وصدّ وصدّ وصدّ).


(١) سورة الحاقة، الآية (١٠).
(٢) سورة الأعراف، الآية (٩٥).
(٣) سورة القصص، الآية (٤٠).
(٤) قرأ نافع وابن كثير وأبو عمروة ابن عامر وأبو جعفر "وصّدّوا"، وقرأ باقي العشرة "وصدّوا" وقرأ ابن وثاب "وصدّوا" بالكسر. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ٣٩٥)، الحجة لابن خالويه (ص: ٢٠١)، الحجة لأبي زرعة (ص: ٣٧٤)، الدر المصون للسمين الحلبي (٤/ ٢٤٥)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٣٥٩)، الكشاف للزمخشري (ص: ٢/ ٥٣٢)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٩٨).
(٥) سورة غافر، الآية (٣٧) وفيها القراءات التي في الرعد، وينظر: الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>