للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لِتَشْقى (٢) إِلاّ تَذْكِرَةً} (١) والتذكرة من فعل الله، والشقاوة من فعل الخلق.

{وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ} قيل في تفسيره أقاويل باطلة؛ لقوله: {ما لا تَعْلَمُونَ} فلو صحّ تفسيره بشيء لكان معلوما، وفي المثل: "إذا استأثر الله بشيء فاله عنه" (٢).

{وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (٩) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٢) وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٣) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٤)}

{وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أي: الطريق القصد الموصلة إليه، ومن الطرق {جائِرٌ} عادل عن السبيل الحق ضالّ {وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ} {فِيهِ تُسِيمُونَ} ترعاه السائمة من النعم، تقول: أسمت النعم، إذا أرسلتها في المرعى المباحة (٩٨ /ب) ومنه قوله عليه السّلام: "في سائمة النعم الزكاة" (٣) وهي مأخوذة من السّومة، وهي العلامة إذا أطلقت


= منصوب ذكر علة لجعل الأصابع في الآذان، وزمنه وزمن الجعل واحد، وفاعلهما أيضا واحد وهم الكافرون، فلما استوفيت هذه الشروط انتصب، فلو فقد المعلل شرطا من هذه الشروط وجب جره بلام التعليل. وقال ابن خروف: لا يشترط اتحاد فاعلي الفعل والمصدر المعلل. فلما اختلف الفاعل خفض باللام في قوله - تعالى - هنا: لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً فإن " تركبوها" بتقدير لأن تركبوها، وهو علة لخلق الخيل والبغال والحمير، وجيء به مقرونا باللام؛ لاختلاف الفاعل لأن فاعل الخلق هو الله - سبحانه وتعالى - وفاعل الركوب بنو آدم وجيء بقوله جل ثناؤه: وَزِينَةً منصوبا؛ لأن فاعل الخلق والتزيين هو الله - تعالى.
ينظر تفصيل ذلك في: أوضح المسالك لابن هشام (٢/ ٢٢٥)، شرح قطر الندى لابن هشام (١/ ٢٢٦)، مغني اللبيب لابن هشام (١/ ٧٣٠).
(١) سورة طه، الآيتان (٣، ٢).
(٢) تقدم تخريجه في تفسير سورة الأعراف، الآية (٨٤).
(٣) رواه أحمد في المسند (١٢، ١/ ١١)، وأبو داود رقم (١٥٦٧)، والنسائي (١/ ٣٦٦)، -

<<  <  ج: ص:  >  >>