للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جلس معهم لا يقوم من مجلسه حتى يبدؤوا هم بالقيام (١).

{مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ} خلقنا الغفلة في قلبه وكان أمره مقدّما في الشر.

{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنّا أَعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (٢٩) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (٣٠) أُولئِكَ لَهُمْ جَنّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (٣١) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً (٣٢) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً (٣٣) وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (٣٤) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً (٣٥) وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً (٣٦)}

{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} مبتدأ وخبر. {فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ} إذا شاء الله رب العالمين {وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ} إذا شاء الله رب العالمين، فلنا مشيئة نفرق بها بين الفعل الاختياري والاضطراري ولا يقع الفعل إلا بمشيئة الله - تعالى.

المهل: درديّ الزيت المغلي. وقيل: الذهب والفضة إذا أذيبا. وقوله: {يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ} أي: يجعل مكان الغوث وإلا فهو ليس بغوث. {يَشْوِي الْوُجُوهَ} إذا دنا منها ويقطع الأمعاء إذا شرب، ويصب من فوق رؤوسهم فيذيب شحم بطونهم.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} مبتدأ، وخبره {أُولئِكَ لَهُمْ جَنّاتُ عَدْنٍ} و {إِنّا لا نُضِيعُ} جملة معترضة. وقيل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} مبتدأ وخبره {إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} وعلى هذا دخلت {إِنَّ} في خبر {إِنَّ}. وقيل بجوازه؛ كقوله - تعالى - في سورة الحج:

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} ثم قال: {إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} (٢)، وأنشدوا عليه


(١) رواه ابن ماجه في سننه رقم (٤١٢٧)، والطبري في تفسيره (١٥/ ٢٣٥)، والواحدي في أسباب النزول (ص: ٣٠٥ رقم ٦٠٠)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧/ ٣٣٤ رقم ١٠٤٩١) ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٣/ ٢٧٣) لابن أبي شيبة وأبي يعلى وأبي نعيم في الحلية وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن خباب.
(٢) سورة الحج، الآية (١٧) قال السمين الحلبي في الدر المصون (٤/ ٤٥٢):" ويجوز أن تكون -

<<  <  ج: ص:  >  >>