للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشريعة لا يذكرونه إلا مذموما.

{وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (٢٤) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (٢٥) قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (٢٦) وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٧) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (٢٨)}

{وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ} نزلت حين قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم للكفار:" سأخبركم غدا "ولم يقل: إن شاء الله (١). {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ} الاستثناء بالمشيئة {وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ} مما نسيته {رَشَداً}. {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} سنين بدل من ثلاثمائة.

قوله: {وَازْدَادُوا تِسْعاً} أي لما انتقل الحساب من السنة الشمسية (١٠٧ /ب) إلى السنين العربية صارت الثلاثمائة الشمسية ثلثمائة وتسعة بالعربية، وفيها تفاوت يسير كما قال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ} (٢) وإنما هو شهران وثلث.

له علم ما غاب في السماوات والأرض. {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} ما أبصر الله بما تفعلون وما أسمعه لما تقولون! {وَاتْلُ} أي: اقرأ. وقيل: واتبع كقوله: {وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها} (٣) أي:

تبعها في السير. {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} وكان عيينة بن حصن وأضرابه من المترفين يكرهون مجالسة عمار بن ياسر وخبّاب بن الأرت وبلال وابن مسعود ويقولون:

اجعل لمجلسنا يوما لا يحضرونه، فهمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم بذلك حرصا على إيمان المترفين، فإنهم إذا آمنوا تبعهم خلق كثير، فنهي عن طرد الفقراء، وأمر أن يصبر نفسه معهم، فكان إذا


(١) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٣٥٧) ونسبه لأبي نعيم في الدلائل من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما.
(٢) سورة البقرة، الآية (١٩٧).
(٣) سورة الشمس، الآية (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>