للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القاضي الفاضل (١) يعتقدها واو ثمانية فرد عليه أبو الجود بما ذكرته فقال: أرشدك الله يا أبا الجود (٢).

وأما سورة الزمر وقوله: {وَفُتِحَتْ أَبْوابُها} (٣) في صفة أهل الجنة، فليس ذلك لأن أبواب الجنة ثمانية كما زعموا فإنه لم يسبق ذكر عدد، وإنما هذه الواو واو الحال والتقدير:

جاءوها وقد فتحت أبوابها كما تعد الدار نزلا للضيف وتكنس وتفتح أبوابها (٤).

قوله: {إِلاّ مِراءً ظاهِراً} يدل على جواز المماراة إذا ظهر دليلها وإن كان في لسان حملة


(١) هو الإمام العلاّمة البليغ القاضي الفاضل محيي الدين سيد الفصحاء أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن المفرج اللخمي الشامي البيساني الأصل العسقلاني المولد المصري الدار الكاتب صاحب ديوان الإنشاء الصلاحي ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة، انتهت إلى القاضي الفاضل براعة الترسل وبلاغة الإنشاء وله في ذلك الفن اليد البيضاء والمعاني المبتكرة والباع الأطول لا يدرك شأوه ولا يشق غباره مع الكثرة، توفي ليلة سابع ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة.
تنظر ترجمته: في سير أعلام النبلاء للذهبي (٢١/ ٣٣٨).
(٢) هو الإمام المحقق شيخ المقرئين أبو الجود غياث بن فارس بن مكي اللخمي المنذري المصري الفرضي النحوي العروضي الضرير مولده في سنة ثماني عشرة وخمسمائة وتلا بالروايات على الشريف الخطيب أبي الفتوح الزيدي، وتصدر للإقراء دهرا وانتشر أصحابه منهم الشيخ علم الدين السخاوي وعبد الظاهر بن نشوان والفقيه زيادة وأبو عمرو بن الحاجب والمنتجب الهمذاني أقرأ الناس دهرا ورحل إليه وأكثر المتصدرين للإقراء بمصر أصحابه وأصحاب أصحابه، وكان ديّنا فاضلا بارعا في الأدب حسن الأداء لفّاظا متواضعا كثير المروءة، توفي في تاسع رمضان سنة خمس وستمائة رحمه الله.
تنظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء للذهبي (٢١/ ٤٧٣).
(٣) سورة الزمر، الآية (٧٣).
(٤) هناك أربعة مواضع في القرآن سميت الواو فيها بواو الثمانية عند بعض النحاة والأدباء والمفسرين؛ وهي هذا الموضع من سورة الكهف، وقوله - تعالى: التّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة: ١١٢] وقوله - تعالى: وَفُتِحَتْ أَبْوابُها [الزمر: ٧٣] وقوله - تعالى: ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً [التحريم: ٥] وقد عددها ابن هشام في مغني اللبيب (١/ ٥٨٢) وقال: "ذكرها جماعة من الأدباء كالحريري، ومن النحويين الضعفاء كابن خالويه، ومن المفسرين كالثعلبي، ونسب السمين الحلبي في الدر المصون إلى أبي بكر راوي عاصم أنه قال بذلك. ورد المحققون هذه التسمية ونفوا وجود هذه الواو في العربية وقالوا عن ذلك:" وهو قول لا دليل له ولا أصل له ". وينظر في ذلك: الجنى الداني للمرادي (ص: ١٦٨٩)، الدر المصون للسمين الحلبي (٣/ ٥٠٨)، الفصول المفيدة في الواو المزيدة لصلاح الدين العلائي (١/ ١٤٠ - ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>