للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجر عليه قلم؟ قال ابن عباس: علم منه أنه يكفر إذا بلغ. فقال: إذا غلب على (١١٠ /أ) ظن الإنسان ذلك يجوز له أن يقتل ولم يتحقق منه جناية بعد؟ فقال ابن عباس: إن علمت من الغلام ما علمه الخضر فاقتله" (١).

وقد قيل في الكنز: إنه لوح مكتوب فيه: "عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليها، لا إله إلا الله محمد رسول الله" (٢)،وظاهر لفظ الكنز يخالف هذا.

وقيل في الأب الصالح: إن ذلك الولد كان سابع بطن من ذريته، وقد ورد في الأثر: "إن الرجل الصالح يحفظ في السابع من ذريته" (٣).والأشد: جمع شد، وبلوغ الأشد هو تكامل القوى. وقوله: {وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} يريد أن الله أعلمه ذلك بطريق من طرق الإعلام لم يطلع الله موسى عليه.


= ابن عباس عن ذلك هو نجدة الحروري، وكلاهما من الخوارج؛ أما نافع فهو ابن الأزرق الحروري من رؤوس الخوارج ذكره الجوزجاني في كتاب الضعفاء، كان من رؤوس الخوارج وإليه تنسب الطائفة الأزارقة، وكان قد خرج في أواخر دولة يزيد بن معاوية، وكان يخرج في سوق الأهواز ويعترض الناس بما يحير العقل، وجعل يقرأ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيّاراً إلى فاجِراً كَفّاراً وكان يطلب العلم، وله أسئلة عن ابن عباس مجموعة في جزء من روايته، وأخرج الطبراني بعضها في مسند ابن عباس من المعجم الكبير، كان قتله في جمادي الآخرة سنة خمس وستين.
تنظر ترجمته في: لسان الميزان لابن حجر العسقلاني (٦/ ١٤٤).
وأما نجدة الحروري فهو نجدة بن عامر الحروري من رؤوس الخوارج زائغ عن الحق ذكر في الضعفاء للجوزجاني، وهو ابن عمير اليمامي خرج باليمامة عقب موت يزيد بن معاوية وقدم مكة وله مقالات معروفة وأتباع انقرضوا. ترجمته في: لسان الميزان لابن حجر العسقلاني (٦/ ١٤٨).
(١) رواه الإمام أحمد في مسنده (١/ ٣٥٢) رقم (٣٢٩٩)، وأبو يعلى في مسنده (٤/ ٤٢٣) رقم (٢٥٥٠)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٤٢٦) ونسبه لأحمد عن عطاء قال: "كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس يسأله عن قتل الصبيان فكتب إليه إن كنت الخضر تعرف الكافر من المؤمن فاقتلهم". ورواه مسلم في صحيحه رقم (١٨١٢) بلفظ نحو ذلك.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (١٦/ ٦) عن الحسن، ورواه البيهقي في كتاب الزهد الكبير (٢/ ٢١٥) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذكره الماوردي في النكت والعيون (٢/ ٥٠٣) عن ابن الكلبي عن أنس.
(٣) رواه الطبري في تفسيره (١٦/ ٦)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٤٢٩) ونسبه لابن أبي حاتم من طريق شيبة عن سليمان بن سليم بن سلمة قال: "مكتوب في التوراة: إن الله ليحفظ القرن إلى القرن إلى سبعة قرون وإن الله يهلك القرن إلى القرن إلى سبعة قرون".

<<  <  ج: ص:  >  >>