للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مفصلا فقال: {أَمّا مَنْ ظَلَمَ} فله كذا. {وَأَمّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى} ومن نصب {جَزاءً} جعله مفعولا من أجله. {حَتّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ} عراة، وأنهم حين تطلع الشمس ينزلون في الماء حتى ترتفع الشمس فيخرجون.

{حَتّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} أي: بين رأسي الجبلين، وكان بينهما فرجة متسعة يخرج منها غاشية يأجوج ومأجوج (١١٠ /ب) فيفسدون في الأرض ويقتلون.

{قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (٩٦) فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧) قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (٩٩) وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (١٠٠) الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (١٠١) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً (١٠٢) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (١٠٤)}

فسأل القوم ذا القرنين أن يسدّ ما بين الجبلين الذي ليس لهم طريقا غيره، وعرضوا عليه أن يبذلوا له مالا، فقال: {ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} طلب منهم الآلة وهي الحديد حتى جمعوا له ما سد بين الجبلين حديدا، ثم دعا بالنحاس، فأوقد عليه النار حتى ذاب، ثم أفرغه على ذلك الحديد المرصوص، فدخل وهو حار في الخلل الذي بين الحديد، فصار كأنه قطعة واحدة. {فَمَا اسْطاعُوا} أن يعلوه ولا أن ينقبوه. {قالَ هذا} السد {رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي} بمجيء الآخرة {جَعَلَهُ دَكًّا} أي: مدكوكا ومن قرأ {دَكّاءَ} (١) بالمد والهمز أي:

لا رأس له، يقال: ناقة دكاء أي: لا سنام لها.

قوله: {وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} قيل: الضمير يعود إلى يأجوج ومأجوج وقيل: هو كلام مستأنف يريد به الكفار والظلمة، وشبه اختلاطهم وتظالمهم بتموج البحر فقال: {يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} والصور: قرن ينفخ فيه إسرافيل، وفي ذلك القرن لوى بعدد أرواح بني آدم، فيصل إلى كل جسد روحه بتلك النفخة. وقيل: الأرض بمنزلة الصور ينفخ فيها إسرافيل.


(١) تقدم في سورة الأعراف، الآية (١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>