للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال بعض العلماء: لم تمدح الجنة بأحسن من قوله تعالى: {لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً} لأن الإنسان لو هيأ قصرا من ذهب، وجمع فيه كل ما يحبه ويملأ عينه ويسر قلبه وأقام في ذلك المكان بعينه مدة فإنه يمله ويود لو انتقل إلى هيئة أخرى من التلذذ (١).

{قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ} زاد في سورة لقمان {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} (٢) التقدير: لو كان البحر مدادا تكتب به كلمات ربي.

«ونفد» بكسر الفاء والدال المهملة أي: فرغ «ونفذ» بفتح الفاء والذال المعجمة (٣).

فمعناه: نفذ، تقول نفذ السهم أي: خرق إلى الجانب الآخر.

وقوله: {فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ} قيل: نزلت في المرائين، وسماهم مشركين وفعلهم شركا بقوله: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (٤).

***


(١) ذكر نحوه ابن كثير في تفسيره (٣/ ١٠٩).
(٢) سورة لقمان، الآية (٢٧).
(٣) تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٦/ ١٦٨)، الدر المصون للسمين الحلبي (٤/ ٤٨٧)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٧٥٠).
(٤) رواه الطبري في تفسيره (١٦/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>