للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهره وله - تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي} بالجزم والرفع (١).

{مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} أي: النبوة، ومن زكريا الحبورة (٢). ويعقوب هذا هو ابن إسحاق بن إبراهيم. وقيل: غيره (٣).

{يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (٧) قالَ رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (٨) قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (٩)}

السمي فيه قولان (١١١ /ب) أحدهما: أنه المثل، ومنه قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أي: مثلا. والثاني: أنه لم يتسم بهذا الاسم أحد، وفيه مناسبة فإنه ولد بين شخصين كالميتين شيخ وامرأة عاقر كبيرة، قال صلّى الله عليه وسلم: "نحن معاشر الأنبياء، ما منا إلا من عصى أو همّ بمعصية غير يحيى بن زكريا" (٤).


(١) سورة القصص، الآية (٣٤) وقرأ عاصم وحمزة «يصدّقني» بالرفع، وقرأ الباقون «يصدّقني» بالجزم. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ١٠٣)، الدر المصون للسمين الحلبي (٤/ ٤٩٢)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٤٩٤)، الكشاف للزمخشري (٥/ ٣٤٣).
(٢) ذكره ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (١/ ٣٠٢) عن ابن عباس في رواية أبي صالح عنه قال:
"يرثني أي يرثني الحبورة وكان حبرا، ويرث من آل يعقوب أي: يرث الملك".
(٣) قال الماوردي في النكت والعيون (٢/ ٥١٧): وهو يعقوب بن ماثان وكان فيهم الملك، وكان زكريا من ولد هارون بن عمران أخي موسى، قال مقاتل: ويعقوب بن ماثان هو أخو عمران أبي مريم؛ لأن يعقوب وعمران ابنا ماثان.
(٤) قال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (٤/ ١٩٩): "اشتهر في الخبر" ما منا إلا من عصى أو همّ بمعصية إلا يحيى بن زكريا "قلت: المشهور بلفظ" ما من آدمي إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة أو عملها إلا يحيى بن زكريا لم يهم بخطيئة ولم يعملها "رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم عن ابن عباس وهذا لفظه ولفظهما" ما من أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ أو همّ بخطيئة ليس يحيى بن زكريا "وهو من رواية علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران وهما ضعيفان، وله طريق أخرى عند البزار من رواية محمد بن عون الخراساني وهو ضعيف وفي الباب عن أبي هريرة في الطبراني في الأوسط وكامل بن عدي في ترجمة حجاج بن سليمان وأخرجه البيهقي بإسناد صحيح إلى الحسن عن النبي صلّى الله عليه وسلم مرسلا وأخرجه عبد الرزاق من طريق سعيد بن المسيب مرسلا أيضا". قلت: وبهذا اللفظ رواه الإمام أحمد في مسند (١/ ٢٥٤) رقم (٢٢٩٤)، وأبو يعلى في مسنده رقم (٢٥٤٤)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (٢/ ٦٤٧) رقم (٤١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>