للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شريعة من قبلنا فلا يلزمنا العمل بها.

قوله: {وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ} قيل: كان تسبيحها أن تسير معه إذا سار.

وقيل: صلواتها معه (١). وقيل: هو تسبيح مسموع مفهوم كان داود يسمعه؛ لأنه أوتي علم منطق الطير. قوله - عز وجل: {صَنْعَةَ لَبُوسٍ} قيل: اللبوس الدروع. وقيل: آلات الحرب كلها. {لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} إذا حاربتم أعداءكم. {فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ} استبطاء لشكرهم، وهو استفهام معناه الأمر. {عاصِفَةً} شديدة. وقيل: أصلها أن الريح العاصفة تحمل التبن وتفرقه في أماكن. والعصف: اسم للتبن، ومنه قوله: {رِيحٌ عاصِفٌ} (٢) {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ} (٣) {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (٤).

{الَّتِي بارَكْنا فِيها} ببعث الأنبياء؛ فإن أكثرهم مبعوث من الشام، أو لأن سائر منابع الماء في الأرض أصله من تحت صخرة بيت المقدس. وقيل: بالخصب والبركات.

قوله - عز وجل: {وَأَيُّوبَ} كان له مال وولد فهلك جميعهم ونحل جسده، وانقطع عنه من كان يزوره، وسعى الدود في جسده وهو لا يقطع ذكر الله وتسبيحه، فاستشار إبليس ذريته فيما يبتلي به أيوب، فقالوا له: إنما عصى آدم من قبل ما وسوست لزوجته فافعل مثل ذلك بأيوب وكانت امرأة أيوب تتصدّق من الناس وتطعم أيوب، فجاء إبليس (١٢٨ /ب) على صورة عظيمة، فقال لها: لولا أن ربك غضب على أيوب ما ابتلاه بهذا البلاء، اذبحوا على اسمي وأنا أبرئه لك من المرض، فجاءت إلى أيوب وقالت: يا أيوب أين المال وأين الولد وأين لونك؟ اذبح هذه السخلة على اسم أبي مرة. فقال لها: أتاك الشيطان ووجدك قد أصغيت إليه، والله لئن عوفيت لأجلدنك مائة جلدة، وحرام عليّ أن آكل مما تحضريه شيئا، فانقطعت عنه وبقي ملقى على كناسة، فسجد لله وقال: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ} فأصلح الله جسده، وردّ من فقد من أولاده.

وقوله: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} قيل: هو المرض. وقيل: انقطع عنه الوحي أياما فخشي على


(١) رواه الطبري في تفسيره (١٧/ ٥٤) عن قتادة.
(٢) سورة يونس، الآية (٢٢).
(٣) سورة الرحمن، الآية (١٢).
(٤) سورة الفيل، الآية (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>