للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدها: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء.

والثاني: الخبيثات من الأعمال للخبيثين من الناس، والخبيثون من الناس للخبيثات من الأعمال، والطيبات من الأعمال للطيبين من الناس، والطيبون من الناس للطيبات من الأعمال. الثالث: أن الخبيثات من الكلام للخبيثين من الناس، والخبيثون من الناس للخبيثات من الكلام (١٤٠ /أ) والطيبون من الكلام للطيبين من الناس، والطيبون من الناس للطيبات من الكلام. {أُولئِكَ} إشارة إلى الطيبين، أو إلى أهل البيت.

وقالت عائشة - رضي الله عنها: «أعطيت تسعا ما أعطيتهنّ امرأة: نزل جبريل بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وتزوجني بكرا، وتوفي ورأسه في حجري، وقبر في بيتي، وحفّت به الملائكة في بيتي، وكان ينزل عليه وهو معي في لحاف، وإني لابنة خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وصدّيقه، ونزل عذري من السماء، وخلقت طيبة عند طيب، ووعدت مغفرة ورزقا كريما» (١).

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧)}

{تَسْتَأْنِسُوا} من الاستئناس نقيض الاستيحاش؛ لقوله - تعالى: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} (٢) وقيل: هو بمعنى الاستعلام والاستكشاف، استفعل من قولهم: أنس بالشيء. إذا علمه ظاهرا منكشفا؛ كقوله: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً} (٣) {آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً} (٤). تقول: استأنست فلم أر أحدا. أي: حتى يظهر لكم الإذن، ويجوز أن يراد أن يتعرّف هل ثم إنسان؟

وروي «أن يتكلم بكلمة أو يتنحّم فيظهر له أنّ ثمّ إنسان» (٥) والتسليم يستحب فيه أن


(١) رواه أبو يعلى في مسنده رقم (٤٦٢٦)، ونسبه له الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٤١) وقال: وفي الصحيح وغيره بعضه وفي إسناد أبي يعلى من لم أعرفهم.
(٢) سورة الأحزاب، الآية (٥٣).
(٣) سورة النساء، الآية (٦).
(٤) سورة القصص، الآية (٢٩).
(٥) ذكر السيوطي في الدر المنثور (٦/ ١٧١) ونسبه لابن أبي شيبة والحكيم الترمذي وابن أبي حاتم -

<<  <  ج: ص:  >  >>