(٢) البراهمة: قبيلة بالهند فيهم أشراف أهل الهند ويقولون: إنهم من ولد برهمي. ملك من ملوكهم قديم ولهم علامة ينفردون بها وهي خيوط ملونة بحمرة وصفرة يتقلدونها تقلد السيوف وهم يقولون بالتوحيد على نحو قولنا إلا أنهم أنكروا النبوات. وعمدة احتجاجهم في دفعها أن قالوا: لما صح أن الله - عز وجل - حكيم وكان من بعث رسولا إلى من يدري أنه لا يصدقه فلا شك في أنه متعنت عابث فوجب نفي بعث الرسل عن الله - عز وجل - لنفي العبث والعنت عنه وقالوا أيضا: إن كان الله - تعالى - إنما بعث الرسل إلى الناس ليخرجهم بهم من الضلال إلى الإيمان فقد كان أولى به في حكمته وأتم لمراده أن يضطر العقول إلى الإيمان به قالوا: فبطل إرسال الرسل على هذا الوجه أيضا ومجيء الرسل عندهم من باب الممتنع". وقد رد العلامة ابن حزم في كتابه الفصل في الملل على هذه الحجج الواهية لهم وأورد قول الحق لأهل السنة والجماعة الذين يرون أن الإيمان بالرسل أحد أصول الإيمان التي لا يصح ولا يقبل إلا بالإيمان بها جميعا. وينظر عنهم وعن عقائدهم الباطلة: تلبيس إبليس لابن الجوزي (١/ ٨٧) ط. دار الكتاب العربي - بيروت - ١٩٨٥ م - تحقيق: د. السيد الجميلي، الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (١/ ٦٣) ط. مكتبة الخانجي - القاهرة، الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٢٤٩).