للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْأَرْذَلُونَ} يريد الأحقرين واسترذلوهم لفقرهم. وقيل: لصناعتهم الدنية كالحاكة والأساكفة (١).

{قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١١٢) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤) إِنْ أَنَا إِلاّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦) قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١١٨) فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١١٩) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (١٢٠) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٢١) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٢٢) كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٢٥) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٢٦) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٢٧) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّارِينَ (١٣٠) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣٥) قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (١٣٦)}

قوله: {وَما عِلْمِي} يريد انتفاء علمه بثبوت إيمانهم وأنه ليس مسؤولا (١٥٨ /ب) عن ذلك، وإنما عليه البلاغ. {وَما أَنَا بِطارِدِ} طمعا في إيمانكم، وإنما عليّ الإنذار، وأقنع ممن يتابعني بالإيمان الظاهر.

{فَافْتَحْ} أي: فاحكم. والفتاحة: الحكم {الْفُلْكِ} السفن يطلق على الواحد والجمع، ونظيره الهجان والدلاص (٢) للواحد والجمع. {الْمَشْحُونِ} المملوء.

والريع بكسر الراء وفتحها (٣) المكان المرتفع، ومنه قولك: كم ريع أرضك؟ أي: كم ارتفاعها؟ و {لَآيَةً} العلم، وكانوا يهتدون بالنجوم في أسفارهم، فاتخذوا في طرقهم


= (٧/ ٣١)، الدر المصون للسمين الحلبي (٥/ ٢٨٠)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٣٢٤)، المحتسب لابن جني (٢/ ١٣١)، معاني القرآن للفراء (٢/ ٢٨١)، النشر لابن الجزري (٢/ ٣٣٥).
(١) الحاكة: جمع حائك وهم الذين ينسجون ويخيطون الثياب، والأساكفة: جمع الإسكاف وهو الصانع أيّا كان وخص بعضهم به النجار. ينظر: لسان العرب (حيك - سكف).
(٢) الدّلاص من الدّروع: الليّنة ودرع دلاص برّاقة ملساء ليّنة بيّنة الدّلص والجمع دلصّ. وقد يكون الدّلاص جمعا مكسّرا وليس من باب جنب لقولهم: دلاصان. حكاه سيبويه قال: والقول فيه كالقول في هجان وحجر دلاص شديد الملوسة ويقال: درع دلاص وأدرع دلاص الواحد والجمع على لفظ واحد. ينظر: لسان العرب (دلص).
(٣) قال الزمخشري في الكشاف (٣/ ٣٢٥): وقرئ بالفتح والكسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>