{الْجَنَّةُ} تكون قريبة من موقف السعداء، وهو معنى قوله:{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} أي:
قربت للمتقين، وقال:{فَكُبْكِبُوا} وهذه الصيغة كرر فيها الكب، ونحوه الصلصلة لتكررها، جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى.
{وَجُنُودُ إِبْلِيسَ} متبعوه من شياطين الإنس والجن، يجوز أن ينطق الله الأصنام فيختصموا مع عابديها، ويجوز أن يكون المراد العصاة ممن عبد {فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ} بأنهم تبين لهم أنهم مفترون في كون آلهتهم تشفع لهم، فأخبر عنهم أنهم لا يشفعون ولا ينفعون، وما لا ينفع فهو في حكم المعدوم. الحميم: هو الذي يهمه ما أهمك أو من الحامة بمعنى الخاصة وهو الصديق الخاص، وجمع الشفعاء وأفرد الصديق لكثرة الشفعاء وقلة الصديق، فمن وقع في شدة يستشفع بالصديق وغير الصديق.
وسئل بعضهم عن الصديق فقال: اسم لا معنى له، ويجوز أن يراد بالصديق الجمع كما في العدو. الكرّة: الرجعة إلى الدنيا و {فَلَوْ} هاهنا للتمني كأنهم قالوا: يا ليتنا نرد ويجوز أن تكون "لو" على بابها ويحذف الجواب، أي: لو أن لنا كرة لأطعنا.
فلان يركب الدواب ويلبس البرود، وما له إلا دابة وبرد.
قوله عز وجل:{أَخُوهُمْ} أي: في الدين لا في النسب، وكذلك قولهم: يا أخا بني تميم {وَأَطِيعُونِ} فيما أدعوكم إليه. {عَلَيْهِ} أي: على هذا الأمر، وكرر الأمر بالتقوى ليؤكده عليهم؛ ولأنه علل الأمر الأول بكونه أمينا، وفي الثاني حسم طمعه عنهم.
وقرئ {وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}(١) جمع تابع، والواو للحال، و "قد" بعدها مضمرة
(١) هذه قراءة يعقوب من العشرة. وقراءة الجمهور "واتّبعك". تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان -