للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعيمهم، ويجوز أن يكون إنكارا لتركهم لا يجازون أجمل النعم في قوله: {ما هاهُنا} ثم فسرها بقوله: {فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ} قوله: {وَنَخْلٍ} هو داخل في قوله: {جَنّاتٍ} يجوز أن يكون من عطف الخاص على العام ويجوز أن يراد بالجنات ما سوى النخل ثم يعطف عليه النخل، والهضيم: الضامر، وطلع الإناث من النخل ألطف وألين من طلع الفحال، ويجوز أن يريد أن هذه النخيل أصابت أرضا طيبة، فحملت الحمل الكثير، وإذا أكثر الحمل ضمر. الفراهة: الكيس والنشاط.

وقوله: {يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ} (١٥٩ /أ) يريد أن فسادهم لا ينفع فيه شيء من الصلاح. {الْمُسَحَّرِينَ} الذي سحر كثيرا فغلب على عقله. وقيل: هو من السّحر وهو الرئة.

الشرب: النصيب من الماء. سألوا صالحا أن يخرج لهم من هضبة ناقة عشراء وتلد سقبا فصلى صالح ركعتين ودعا الله، فتمخضت الهضبة وانشقت عن ناقة لا يعلم قدرها إلا الله، ثم تمخضت فنتجت سقبا يقاربها في العظم (١) {وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ} بنحر أو بعقر أو غيرهما، وعظم اليوم والمراد تعظيم ما وقع فيه.

{فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٤) أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (١٦٦) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (١٦٧) قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (١٦٨) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمّا يَعْمَلُونَ (١٦٩) فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٧٠) إِلاّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٧١) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥) كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦)} {إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ}


(١) رواه الطبري في تفسيره (٨/ ٢٢٦) والسقب: ولد الناقة، وقيل: الذكر من ولد الناقة بالسين لا غير وقيل: هو سقب ساعة تضعه أمه. قال الأصمعي: إذا وضعت الناقة ولدها فولدها ساعة تضعه سليل قبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى، فإذا علم فإن كان ذكرا فهو سقب وأمه مسقب.
ينظر: لسان العرب (سقب).

<<  <  ج: ص:  >  >>