وقوله:{فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ. فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ} فندموا على ما فعلوا من مخالفة صالح، ولم يكن ندمهم توبة؛ لأنهم ما ندموا على العصيان، وإنما ندموا على فساد رأيهم، واللام في {الْعَذابُ} إشارة إلى عذاب يوم عظيم. أراد ب {الْعالَمِينَ} الناس مع كثرتهم وغلبة إناثهم على ذكورهم في الكثرة والعالمون على هذا كل ما ينكح من الحيوان
و {مِنْ} في قوله: {مِنْ أَزْواجِكُمْ} لبيان الجنس أو للتبعيض. ويراد ب {ما خَلَقَ} العضو المباح منهن. وقرئ "ما أصلح لكم ربّكم من أزواجكم"(١) وكأنهم كانوا يفعلون مثل ذلك بنسائهم {قَوْمٌ عادُونَ} قد تجاوزوا الحد في العصيان بل أنتم عادون في جميع المعاصي. {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ} عن إنكارك لما نحن عليه لتكونن من جملة من أخرجناه من المدينة. قوله:{مِنَ الْقالِينَ} أبلغ من أن يقول: إني قال لعملكم. والقلي أشد البغض، كأنه يقلي الفؤاد بحرقته.
{مِمّا يَعْمَلُونَ} من إتيان الذكران. وقيل: أمدني بالعصمة. قوله:{إِلاّ عَجُوزاً} استثناها لأنها هلكت لرضاها بفعل قومها. قيل: إنها هلكت مع من خرج من القرية بما أمطر عليهم من الحجارة.
وكان أصحاب الأيكة أصحاب شجر ملتف، وشجرهم الدوم. {بِالْقِسْطاسِ} الميزان.
وقيل: العدل، ونهاهم عن الفساد في الأرض وقطع الطريق و {وَالْجِبِلَّةَ} الخلقة، ودخلت الواو في قوله:{وَما أَنْتَ إِلاّ بَشَرٌ} ولم تدخل في قصة صالح، فإذا دخلت كانوا قد أنكروا أمرين، وإذا لم تدخل كانوا لأمر واحد، والسماء: السحاب، أو المظلة. وإنما طلبوا ذلك
(١) قرأ بها ابن مسعود. تنظر في: تفسير القرطبي (١٣/ ١٣٢)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٣٣٠).