للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علمه سليمان من منطق الطير ما يعرف به مقاصدها. {وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} يريد: تفنّنه في العلوم، وهو كقوله في بلقيس: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}. {إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} شكر لم يقصد به المباهاة، وهو كقوله عليه السلام:" أنا سيد ولد آدم ولا فخر " (١).

قوله: {عُلِّمْنا} و {وَأُوتِينا} بنون العظمة، وليس حقيقا بالتعظيم؛ لأنه أراد نفسه وأباه ولأن الملك يراد من صفاته أن يكون له هيئة حسنة، وكلام جزل لتقوى بذلك حرمته وتنفذ كلمته، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبس أبي سفيان حتى تمرّ عليه الكتائب (٢).

{وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧) حَتّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٨)}

روي أن معسكره كان مائة فرسخ في مائة؛ خمسة وعشرون للإنس (١٦٣ /أ) وخمسة


= وأربعين وأربعمائة، والشيخ أبو زكريا يحيى بن علي بن الخطيب التبريزي المتوفّى سنة اثنتين وخمسمائة وسماه التهذيب، وعلى تهذيب الخطيب رد لأبي محمد بن عبد الله أحمد المعروف بابن الخشاب النحوي المتوفى سنة سبع وستين وخمسمائة، وعلى الأصل رد لأبي نعيم علي بن حمزة البصري النحوي المتوفّى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ولخصه أيضا أبو المكارم علي بن محمد النحوي المتوفّى سنة إحدى وستين وخمسمائة، وناصر الدين عبد السيد المطرزي المتوفّى سنة عشرة وستمائة، وعون الدين يحيى بن محمد ابن هبيرة الوزير.
(١) رواه أحمد في المسند (٣/ ٢)، والترمذي رقم (٣١٤٨)، وابن ماجه رقم (٤٣٠٨)، عن أبي سعيد الخدري. وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (١٥٧١).
(٢) روى البخاري في صحيحه في المغازي، في غزوة الفتح رقم (٣٩٤٤) من حديث هشام بن عروة عن أبيه قال:" لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح بلغ ذلك قريشا، فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مرّ الظهران، فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: احبس أبا سفيان عند حطم الخيل؛ حتى ينظر إلى المسلمين، فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة فقال: يا عباس من هذه؟ قال: غفار. فقال: ما لي ولغفار. ثم مرت جهينة، فقال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم، فقال مثل ذلك، ومرت سليم فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية، ثم جاءت كتيبة، وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير ... "الحديث بطوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>