للرسول: ارجع إليهم، فعاد الرسول إليها وأخبرها، فقالت: هو نبيّ وما لنا به طاقة، فشخصت إليه ومعها اثنا عشر ألفا. الهدية: اسم المهدى؛ كالعطية اسم المعطى فيضاف إلى المهدي والمهدى إليه في قولك: هذه هدية فلان.
قوله:{فَما آتانِيَ اللهُ} أي: من الملك والجاه والدين وطاعة الجن والإنس وتسخير الطير والوحش شيء لا يحتاج إلى الزيادة عليه. {خَيْرٌ مِمّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} بما يهدي إليكم فرح افتخار. ويجوز أن يكون المراد: بل أنتم بهديتكم هذه التي أتيتم بها تفرحون بردها إليكم. {اِرْجِعْ} خطاب للرسول، وقيل: للهدهد محمّلا كتابا آخر.
ويروى أنها أمرت عند تجهزها للقدوم على سليمان فجعل عرشها في آخر سبعة أبيات ووكلت به حرسا يحفظونه. قيل: إن سليمان بلغه استيثاقها بحفظ العرش فأراد أن يبين لها ما وهبه الله من التمكين والقدرة. وقيل: أراد أن يجعل ذلك عنوانا لقهره وقوة سلطنته.
قوله:{أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها} الآية؛ قال قتادة: يجوز عرشها قبل أن تسلم لأنها إذا أسلمت حرم عليه أخذ شيء من مالها قهرا (١). {قالَ عِفْرِيتٌ} العفر والعفرية والعفارية (١٦٥ /أ) القوي من الرجال، الذي يعفر أقرانه، ومن الشياطين الخبيث المارد، وقالوا: كان اسمه ذكران.
{لَقَوِيٌّ} على حمله {أَمِينٌ} على ما حواه من الجواهر. الّذى {عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ}.
ملك أيد الله به سليمان. وقيل: آصف بن برخيا كاتب سليمان. وقيل: هو سليمان؛ كأنه استبطأ العفريت؛ فقال: أنا أحضره في أقل مما ذكرت. وقيل: هو رجل كان يعرف اسم الله الأعظم، وهو: يا حيّ يا قيوم. وقيل: يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا
(١) نسبه السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٣٥٩) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة.