أنت. و "آتيك" في الموضعين يجوز أن يكون فعلا واسم فاعل.
الطرف: تحريك الأجفان عند النظر. جعل مكان المنظور إليه، والمعنى: أنك ترسل طرفك إلى شيء فقبل أن ترده أبصرت العرش. فبرز العرش عند سليمان بالشام بقدرة الله قبل أن يرد طرفه، ويجوز أن يكون هذا مثلا لاستقصار مدة المجيء به؛ كما تقول لصاحبك: افعل ذلك في لحظة. {يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} أي: تعود منافع الشكر له.
{غَنِيٌّ} عن الشكر، كريم: بالإنعام على من يشكر؛ تلقى سليمان النعمة بالشكر؛ كعادة الأنبياء قبله. {نَكِّرُوا لَها عَرْشَها} أي: اجعلوه متنكرا متغيّرا فلا تعرفه، قالوا:
وسّعوه وجعلوا مقدمه مؤخره، وأعلاه أسفله.
قرئ {نَنْظُرْ} بالجزم على الجواب، وبالرفع على الاستئناف (١){أَتَهْتَدِي} لمعرفته، أو للجواب الصواب، أو للإيمان لسليمان إذا رأت تلك المعجزة.
{أَهكَذا} ثلاث كلمات: ها للتنبيه، والكاف للتشبيه، وذا اسم إشارة، ولم يقل:
أهذا عرشك؟ لئلا يكون تلقينا؛ فلم تقطع في أمر العرش بشيء؛ كأنها قالت: قويّ الشبه، وترددت في الجواب. {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ} من كلام سليمان وملئه، قالوا لها حين أجابت بهذا الجواب: أصابت، وعلمت اللفظ المخلص فأتت به، وقال الحاضرون - سليمان وجنوده -: أوتينا العلم بالله تعالى وقدرته، وتواتر آياته، ولم نزل على دين الإسلام، شكرا لله على تفضيلهم عليها. {وَصَدَّها} هي عن دين الإسلام أنها من أولاد الكفار، نشأت على ذلك. ويجوز أن يكون قوله:{وَأُوتِينَا الْعِلْمَ} من كلام بلقيس (١٦٥ /ب) موصولا بقولها: {كَأَنَّهُ هُوَ،} والمعنى: وأوتينا العلم بالله وبقدرته وبصحة نبوّة سليمان قبل هذه المعجزة أو قبل هذه الحالة، يعني: ما تبيّنت من الآيات عند وفده المنذر، ودخلنا في
(١) قرأ الجمهور من القراء "ننظر" وقرأ أبو حيوة "ننظر". وتنظر القراءات في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٧٨)، فتح القدير للشوكاني (٤/ ١٤١)، الكشاف للزمخشري (٣/ ١٤٩)، مفاتيح الغيب للرازي (٢٤/ ١٩٩).