للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا مثلهم إذا شابه دينهم نسج العنكبوت ثبت أن دينهم أوهن الأديان، وهذا زائد على ضرب المثل بالعنكبوت؛ لأنه لم يجعل ما اتخذوه من عبادة أوثانهم شيئا.

{اُتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (٤٥) وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦) وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (٤٧)}

{إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ} فإن قلت: كم من مصل لم تنهه صلاته؟

قلت: الصلاة التي تنهى هي التي يدخل فيها خاشعا مستحضرا أنه بين يدي ربه سائلا منه التوفيق والهداية. روى: أن رجلا كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يدع شيئا من المعاصي إلا ركبه، فوصف حاله للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ستنهاه صلاته، فلم يمض إلا يسير حتى تاب وأصلح وترك ما كان يرتكبه من المعصية (١). وأراد ب‍ {وَلَذِكْرُ اللهِ} الصلاة؛ يريد أنها أفضل أعمال البر.

وعن ابن عباس: ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته (٢).

{بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} بالخصلة التي هي أحسن. {إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا} إلا الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: إلا الذين دعوا لله ولدا وشريكا. وعن قتادة: منسوخة بآية السيف (٣).


(١) رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٤٧)، وابن حبان في صحيحه رقم (٢٥٦٠)، والبزار (٧٢٠ - كشف الأستار) عن ونسبه له الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٢٦١) عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.
(٢) رواه الطبري في تفسيره (٢٠/ ١٥٦)، وأبو السعود في تفسيره (٧/ ٤٢)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٤٦٦) للفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن ربيعة عن ابن عباس - رضي الله عنهما.
(٣) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٢٨١) ونسبه لابن جرير وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>