للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحذف وأقيم المضاف إليه مقامه، ويجوز أن يكونا حالين؛ أي: خائفين وطامعين {أَنْ تَقُومَ} تقديره: قيام السماء، أي: بغير عمد.

{بِأَمْرِهِ} بقوله: كونا قائمتين. وقوله: {تَخْرُجُونَ} بمنزلة قوله: {يُرِيكُمُ} في إيقاع الجملة موقع المفرد؛ التقدير: ومن آياته أن تقوم السماء ثم تخرجون إذا دعاكم الملك:

يا أهل القبور اخرجوا. والمراد سرعة وجود ذلك بلا توقف؛ كما يجاب الداعي المطاع، وعطف هذا ب‍ (ثم) دليل على عظمة هذا الخروج. وقوله: {مِنَ الْأَرْضِ} مكان المدعو لا الداعي، هو متعلق ب‍ {دَعاكُمْ} لا بقوله: {دَعْوَةً}. وفي المثل: إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل (١). و {إِذا} الأولى للشرط والثانية للمفاجأة. وقرئ {تَخْرُجُونَ} بضم التاء وفتحها (٢).

{وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (٢٦) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧)}

{قانِتُونَ} منقادون لوجود أفعاله فيهم. {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} عندكم؛ لأن من أعاد منكم صنعة شيء كان أهون عليه من إنشائها.

الإعادة مؤنثة، وعبر عنها ب‍ {هُوَ؛} لأن لها مصدرا آخر مذكور، وهو العود، وقدم المعمول في قوله {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} (٣)؛ لأن المراد اختصاص الله تعالى بذلك، وههنا المراد:

الإخبار بأن ذلك على الله هيّن.

قوله: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى} يعني الوصف العظيم الذي ليس لأحد مثله. وعن مجاهد:

المثل الأعلى قول: لا إله إلا الله.

{ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَما لَهُمْ مِنْ}


(١) ينظر المثل في: روح المعاني للألوسي (٢١/ ٣٥)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٤٧٦).
(٢) قرأ حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان "تخرجون"، وقرأ الباقون "تخرجون".
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ١٦٨)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٢٢٠).
(٣) سورة مريم، الآية (٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>